jerjesyousif
05-08-2022, 02:21 AM
بطريرك السريان الارثوذكس: إقليم كوردستان يشجع على التعايش السلمي وتمثل ذلك بالواقع
https://www.rudaw.net/contentfiles/661358Image1.jpg?mode=crop&quality=70&rand=1&scale=both&w=752&h=472&version=3335142
رووداو ديجيتال 7/5/2022
أكّد قداسة البطريرك مور أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس، أنهم ضد الهجمات الصاروخية التي تستهدف إقليم كوردستان، مشيداً بجهود مسؤولي حكومة إقليم كوردستان في إعادة تجديد الكنائس واستقبال النازحين من محافظة الموصل وسهل نينوى في أعقاب هجوم داعش، داعياً القوميات والطوائف في العراق إلى العيش المشترك لأنه يرى ذلك "ضماناً لمستقبلهم".
وقال البطريرك أغناطيوس أفرام الثاني لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم السبت (7 أيار 2022)، في خضم زيارته الرسمية الأولى للمنطقة، منها إقليم كورستان، والمستمرة لبعد غد الإثنين، إن زيارتهم لإقليم كوردستان هي "تفقدية للإطمئنان على أبناء الكنيسة وأوضاعهم"، مبيناً وجود "تحسن كبير لنشاطات الكنائس في الإقليم، نظراً لتعاون مسؤوليها بهذا الصدد".
وفيما يلي أدناه نص المقابلة كاملاً:
رووداو: هذه الزيارة الرسمية الأولى لكم، كيف ترون هذه الزيارة وكم المدة التي ستستغرق زيارتكم؟
أغناطيوس أفرام الثاني: سعيد أن أكون معكم، ودعني بالبداية أهنئ شعبنا في العراق وإقليم كوردستان بالأعياد المباركة في الأيام الأخيرة كعيد الفطر السعيد وعيد القيامة المجيد، نعم، هذه الزيارة الرسمية الأولى لأبرشية (مار متى) التي تشمل دير القديس مار متى وجبل المقلوب والألفاف ومجموعة أخرى من القرى والبلدات من ضمنها برطلة، إذ كان لدينا في الأمس زيارة مهمة جداً، وسعدنا برؤية أبنائنا في ناحية برطلة وعودتهم إلى نشاطاتهم التي انخفضت خلال الهجوم البربري لتنظيم داعش، كما أننا لامسنا ذات الشيء اليوم في بعشيقة، هذه الناحية المباركة التي تضم السريان والكورد والإزيديين والعرب ويعيشون فيها بمحبة وتآلف، وهذا ما نرغب ان نراه في كل أنحاء العالم، وخاصة الأرض المباركة لهذا الوطن، بلاد ما بين النهرين وميزوبوتاميا، كما أن الزيارة جيدة جداً حتى الآن، رفقة مطران أبرشية مار متى والكهنة الذين معه عبر وضع برنامج كثيف وممتع، وبدورنا نرغب أن نعبّر عن محبتنا لأبناء الكنيسة الذين مروا بظروف صعبة جداً، لكنهم الآن بدأوا بالتعافي والعودة لحياتهم الطبيعية شيئاً فشيئاً.
رووداو: كم مرة زرتم إقليم كوردستان، وما الهدف من الزيارة؟
أغناطيوس أفرام الثاني: يصعب علي إحصاء عدد الزيارات (يضحك)، لكنها كثيرة، وكانت زيارتنا السابقة مرتبطة بنزوح أبنائنا من مدينة الموصل ومن ثم من بلدات سهل نينوى، وكان إقليم كوردستان المرحب والمستقبل لهم، ونحن دائماً نعبر عن شكرنا لمسؤولي إقليم كوردستان من عسكريين ومدنيين، مما قدموه للمسيحيين بشكل عام، وكانت آخر زياراتي لإقليم كوردستان منذ حوالي 3 أشهر، من خلال زيارتي للمطران صليبا والذي كان قد أصيب بوعكة صحية، وهذه الزيارات هي تفقدية لأبناء الكنيسة، حتى نطمئن على أوضاعهم وكيف يدبّرون أمورهم، وبتنا نرى تحسناً في ذلك عقب تلك الأيام المظلمة التي عاشوها إزاء هجوم داعش، وبالتالي وجدنا فرقاً كبيراً، نظراً لإيمان أبناء الكنيسة بعملهم وكذلك نظراً للتعاون الكبير من قبل مسؤولي إقليم كوردستان مع النازحين، إضافة لمسؤولي محافظة نينوى، وقد اختار بعض الناس المهجرين آمنوا بوطنهم وفضلوا البقاء رغم ما حصل ليكملوا هذه الحياة التي عمرها آلاف السنين، كما أن بضعهم اختار الهجرة ونحن لا نلومهم بذلك، بسبب الظروف الصعبة التي مروا بها، وسيكون من دواعي سرورنا عودة أي مغترب إلى العراق، لأن جذورنا موجودة هنا، لذا يجب أن نظل بها، ليس فقط من أجلنا بل من أجل جميع القوميات الموجودة التي تعيش كفسيفساء، وهذا هو ضمان لمستقبل نيّر لأبناء المنطقة.
رووداو: حضرتك زرت العديد من البلدان، كيف ترى الفرق بين تلك الزيارات وزيارتكم لإقليم كوردستان؟
أغناطيوس أفرام الثاني: بالتأكيد خلال زياراتنا للخارج نحن نحمل هموم أبناء المنطقة بشكل عام، وليس فقط أبناء الكنيسة والمسيحيين بل إنما المسلمين والكورد والعرب، والهم الأكبر لهذه المنطقة هو عدم الاستقرار، وهذا يمكن أن يكون له أسباب محلية لكنه ناتج عن أطماع خارجية، ونحن بدورنا نؤكد لرؤساء الحكومات والمسؤولين المدنيين والدينيين في زياراتنا الخارجية، على مساعدتنا من خلال التنمية ونشرالفكر النّير عبر المدارس والجامعات والمؤسسات في العيش المشترك بين هذه القوميات والطوائف بهذه المنطقة، لأننا قادرون على ذلك نظراً للعلاقات التاريخية، ورسالتنا للخارج دائماً ما تكون بأننا شعب من مختلف الخلفيات يعيش معاً مع بعضهم البعض، وبإمكاننا الاستمرار لولا هذه الحركات الأصولية التي ظهرت مؤخراً، وهنالك جهات تدفع هذه الحركات وتحركها بغية تدمير نمط الحياة الذي نعيشه في هذه المنطقة.
رووداو: عملية نزوح أو هجرة المسيحيين مستمرة في سهل نينوى، ماذا أخبرتموهم بهذا الصدد؟
أغناطيوس أفرام الثاني: رسالتنا الأولى والأخيرة لهم هي ألا تنزحوا، ابقوا في أرضكم وبين آبائكم وأجدادكم الذي عاشوا فيها آلاف السنين، لكن علينا بالمقابل أن نوفر لهم سبل البقاء، والكنيسة في المنطقة نشطة جداً، وقامت بمشاريع كبيرة، تفوق طاقتها، بالاعتماد على بعض المؤسسات الدولية التي ساعدت في ذلك، كما أن الكنيسة في بنيانها الروحي تعطي رسالة مفادها أننا باقون، وإلا فلِمَ نحن عملنا على إعادة تجديد الكنائس التي تهدمت واحترقت خلال فترة داعش؟، كما أن مسؤولي إقليم كوردستان ساهموا في إعادة العمل بالكنائس والمدارس وفق قدراتهم التي ساهمت بتسهيل وتوفير القدرات في إعادة بناء المؤسسات، ونقول من خلال ذلك لشعبنا أننا نعمل من جديد لكي تبقوا، وهذا من مصلحة الكنيسة والمنطقة والوطن.
رووداو: لديك تصريح معروف يخص نزوح المسيحيين في سهل نينوى نحو إقليم كوردستان، وهو ما قلت عنه بأنهم"يعودون إلى بلاد أجدادهم"، ما قصدك بـ"بلاد أجداداكم"؟
أغناطيوس أفرام الثاني: بسيط جداً، نحن موجودون في هذه البلاد قبل الإسلام والمسيحية، وإقليم كوردستان جزء من بلاد ما بين النهرين وشمال العراق التي احتوت حضارات كبيرة وعظيمة في الماضي، من سومريين وآكاديين وآشوريين وكلدانيين وآراميين، وبعدها أتت أقوام أخرى من الكورد والعرب، كل هؤلاء الأقوام قد عاشوا مع بعضهم البعض في المنطقة، لذا هذه الأرض هي لآباء وأجداد هذه الأقوام، إلا أنه يمكن أن يكون تاريخ تواجد البعض أطول من الآخرين، لذلك لا يمكننا فصل المناطق عن بعضها ديمغرافياً أو تاريخياً، فأنا مثلاً من مدينة القامشلي السورية ولدي جيران كورد تعلمنا من بعضنا، بعض الكلمات اللغوية، ومدينة أربيل كانت أبرشية كبيرة في القرون الأولى للمسيحية، ووجودنا فيها ليس بجديد إذ كانت لدينا مطارنة من القرن الرابع والخامس والسادس موجودين في أربيل، وهذا ماقصدته بأرض الآباء والأجداد.
رووداو: استشعرت بروحية التعايش في حديثك، كيف ترى التعايش في إقليم كوردستان؟
أغناطيوس أفرام الثاني: دائماً كنت أذكر أنه إذا كانت الحكومة والمسؤولين في إقليم كوردستان يوجهون للتعايش المشترك، فلا بد أن نشاهد ذلك على أرض الواقع، وهذا ما نراه فعلاً، فوجود المسيحي مع الإزيدي والمسلم السني والمسلم الشيعي والسرياني مع الكوردي والعربي في إقليم كوردستان هو أكبر دليل أن هنالك تشجيع للتعايش السلمي وهذا هو الصح وضمان للمستقبل، لذلك لا يجب أن يشعر المسيحي بأنه غريب وهو في إقليم كوردستان حتى لو كان مهجراً منذ 5 سنوات من الموصل، لأنه موجود أساساً إلى جانب الوجود الكوردي والعربي، لذا فإن العيش المشترك هو الأمر الطبيعي الذي أراده ربنا وخلقنا لأجله، وهو مستقبلنا، لذلك علينا العمل على ذلك كمواطنين ومسؤولين ورجال دين وملحدين، فضلاً أن ذلك لا يعني أنه لن تكون هنالك حركات أصولية أو غيرها تعمل عكس هذا الشيء، وهو موجود بكافة أنحاء العالم، وتوجد جهات تعمل على نشر هذا الفكر الذي يعد هدّاماً ومضراً وبالضد من المدنية والحضارة والتاريخ والمستقبل.
رووداو: بشأن الهجمات الصاروخية على إقليم كوردستان وبالأخص أربيل، ما رأيكم حول استهداف إقليم كوردستان بالصواريخ؟
أغناطيوس أفرام الثاني: بالتأكيد نحن ضد أي نوع من أنواع العنف مهما كان، وضد الحرب، وقد كتبنا أمس رسالة للاتحاد الأوروبي نستنكر فيه الحرب في أوكرانيا وروسيا، وكذلك استنكرنا فرض العقوبات على رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية، كيريل، بطريرك موسكو، ونحن ضد العنف ونناشد دائماً أن تكون حلول الأمور بالسياسة والاتفاق والسلام، واستهداف الآخرين بالصواريخ لا يعبر أبداً عن طريقة حضارية لحل المشاكل، لذلك نحن ضد هذه الأشياء.
https://www.rudaw.net/contentfiles/661358Image1.jpg?mode=crop&quality=70&rand=1&scale=both&w=752&h=472&version=3335142
رووداو ديجيتال 7/5/2022
أكّد قداسة البطريرك مور أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس، أنهم ضد الهجمات الصاروخية التي تستهدف إقليم كوردستان، مشيداً بجهود مسؤولي حكومة إقليم كوردستان في إعادة تجديد الكنائس واستقبال النازحين من محافظة الموصل وسهل نينوى في أعقاب هجوم داعش، داعياً القوميات والطوائف في العراق إلى العيش المشترك لأنه يرى ذلك "ضماناً لمستقبلهم".
وقال البطريرك أغناطيوس أفرام الثاني لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم السبت (7 أيار 2022)، في خضم زيارته الرسمية الأولى للمنطقة، منها إقليم كورستان، والمستمرة لبعد غد الإثنين، إن زيارتهم لإقليم كوردستان هي "تفقدية للإطمئنان على أبناء الكنيسة وأوضاعهم"، مبيناً وجود "تحسن كبير لنشاطات الكنائس في الإقليم، نظراً لتعاون مسؤوليها بهذا الصدد".
وفيما يلي أدناه نص المقابلة كاملاً:
رووداو: هذه الزيارة الرسمية الأولى لكم، كيف ترون هذه الزيارة وكم المدة التي ستستغرق زيارتكم؟
أغناطيوس أفرام الثاني: سعيد أن أكون معكم، ودعني بالبداية أهنئ شعبنا في العراق وإقليم كوردستان بالأعياد المباركة في الأيام الأخيرة كعيد الفطر السعيد وعيد القيامة المجيد، نعم، هذه الزيارة الرسمية الأولى لأبرشية (مار متى) التي تشمل دير القديس مار متى وجبل المقلوب والألفاف ومجموعة أخرى من القرى والبلدات من ضمنها برطلة، إذ كان لدينا في الأمس زيارة مهمة جداً، وسعدنا برؤية أبنائنا في ناحية برطلة وعودتهم إلى نشاطاتهم التي انخفضت خلال الهجوم البربري لتنظيم داعش، كما أننا لامسنا ذات الشيء اليوم في بعشيقة، هذه الناحية المباركة التي تضم السريان والكورد والإزيديين والعرب ويعيشون فيها بمحبة وتآلف، وهذا ما نرغب ان نراه في كل أنحاء العالم، وخاصة الأرض المباركة لهذا الوطن، بلاد ما بين النهرين وميزوبوتاميا، كما أن الزيارة جيدة جداً حتى الآن، رفقة مطران أبرشية مار متى والكهنة الذين معه عبر وضع برنامج كثيف وممتع، وبدورنا نرغب أن نعبّر عن محبتنا لأبناء الكنيسة الذين مروا بظروف صعبة جداً، لكنهم الآن بدأوا بالتعافي والعودة لحياتهم الطبيعية شيئاً فشيئاً.
رووداو: كم مرة زرتم إقليم كوردستان، وما الهدف من الزيارة؟
أغناطيوس أفرام الثاني: يصعب علي إحصاء عدد الزيارات (يضحك)، لكنها كثيرة، وكانت زيارتنا السابقة مرتبطة بنزوح أبنائنا من مدينة الموصل ومن ثم من بلدات سهل نينوى، وكان إقليم كوردستان المرحب والمستقبل لهم، ونحن دائماً نعبر عن شكرنا لمسؤولي إقليم كوردستان من عسكريين ومدنيين، مما قدموه للمسيحيين بشكل عام، وكانت آخر زياراتي لإقليم كوردستان منذ حوالي 3 أشهر، من خلال زيارتي للمطران صليبا والذي كان قد أصيب بوعكة صحية، وهذه الزيارات هي تفقدية لأبناء الكنيسة، حتى نطمئن على أوضاعهم وكيف يدبّرون أمورهم، وبتنا نرى تحسناً في ذلك عقب تلك الأيام المظلمة التي عاشوها إزاء هجوم داعش، وبالتالي وجدنا فرقاً كبيراً، نظراً لإيمان أبناء الكنيسة بعملهم وكذلك نظراً للتعاون الكبير من قبل مسؤولي إقليم كوردستان مع النازحين، إضافة لمسؤولي محافظة نينوى، وقد اختار بعض الناس المهجرين آمنوا بوطنهم وفضلوا البقاء رغم ما حصل ليكملوا هذه الحياة التي عمرها آلاف السنين، كما أن بضعهم اختار الهجرة ونحن لا نلومهم بذلك، بسبب الظروف الصعبة التي مروا بها، وسيكون من دواعي سرورنا عودة أي مغترب إلى العراق، لأن جذورنا موجودة هنا، لذا يجب أن نظل بها، ليس فقط من أجلنا بل من أجل جميع القوميات الموجودة التي تعيش كفسيفساء، وهذا هو ضمان لمستقبل نيّر لأبناء المنطقة.
رووداو: حضرتك زرت العديد من البلدان، كيف ترى الفرق بين تلك الزيارات وزيارتكم لإقليم كوردستان؟
أغناطيوس أفرام الثاني: بالتأكيد خلال زياراتنا للخارج نحن نحمل هموم أبناء المنطقة بشكل عام، وليس فقط أبناء الكنيسة والمسيحيين بل إنما المسلمين والكورد والعرب، والهم الأكبر لهذه المنطقة هو عدم الاستقرار، وهذا يمكن أن يكون له أسباب محلية لكنه ناتج عن أطماع خارجية، ونحن بدورنا نؤكد لرؤساء الحكومات والمسؤولين المدنيين والدينيين في زياراتنا الخارجية، على مساعدتنا من خلال التنمية ونشرالفكر النّير عبر المدارس والجامعات والمؤسسات في العيش المشترك بين هذه القوميات والطوائف بهذه المنطقة، لأننا قادرون على ذلك نظراً للعلاقات التاريخية، ورسالتنا للخارج دائماً ما تكون بأننا شعب من مختلف الخلفيات يعيش معاً مع بعضهم البعض، وبإمكاننا الاستمرار لولا هذه الحركات الأصولية التي ظهرت مؤخراً، وهنالك جهات تدفع هذه الحركات وتحركها بغية تدمير نمط الحياة الذي نعيشه في هذه المنطقة.
رووداو: عملية نزوح أو هجرة المسيحيين مستمرة في سهل نينوى، ماذا أخبرتموهم بهذا الصدد؟
أغناطيوس أفرام الثاني: رسالتنا الأولى والأخيرة لهم هي ألا تنزحوا، ابقوا في أرضكم وبين آبائكم وأجدادكم الذي عاشوا فيها آلاف السنين، لكن علينا بالمقابل أن نوفر لهم سبل البقاء، والكنيسة في المنطقة نشطة جداً، وقامت بمشاريع كبيرة، تفوق طاقتها، بالاعتماد على بعض المؤسسات الدولية التي ساعدت في ذلك، كما أن الكنيسة في بنيانها الروحي تعطي رسالة مفادها أننا باقون، وإلا فلِمَ نحن عملنا على إعادة تجديد الكنائس التي تهدمت واحترقت خلال فترة داعش؟، كما أن مسؤولي إقليم كوردستان ساهموا في إعادة العمل بالكنائس والمدارس وفق قدراتهم التي ساهمت بتسهيل وتوفير القدرات في إعادة بناء المؤسسات، ونقول من خلال ذلك لشعبنا أننا نعمل من جديد لكي تبقوا، وهذا من مصلحة الكنيسة والمنطقة والوطن.
رووداو: لديك تصريح معروف يخص نزوح المسيحيين في سهل نينوى نحو إقليم كوردستان، وهو ما قلت عنه بأنهم"يعودون إلى بلاد أجدادهم"، ما قصدك بـ"بلاد أجداداكم"؟
أغناطيوس أفرام الثاني: بسيط جداً، نحن موجودون في هذه البلاد قبل الإسلام والمسيحية، وإقليم كوردستان جزء من بلاد ما بين النهرين وشمال العراق التي احتوت حضارات كبيرة وعظيمة في الماضي، من سومريين وآكاديين وآشوريين وكلدانيين وآراميين، وبعدها أتت أقوام أخرى من الكورد والعرب، كل هؤلاء الأقوام قد عاشوا مع بعضهم البعض في المنطقة، لذا هذه الأرض هي لآباء وأجداد هذه الأقوام، إلا أنه يمكن أن يكون تاريخ تواجد البعض أطول من الآخرين، لذلك لا يمكننا فصل المناطق عن بعضها ديمغرافياً أو تاريخياً، فأنا مثلاً من مدينة القامشلي السورية ولدي جيران كورد تعلمنا من بعضنا، بعض الكلمات اللغوية، ومدينة أربيل كانت أبرشية كبيرة في القرون الأولى للمسيحية، ووجودنا فيها ليس بجديد إذ كانت لدينا مطارنة من القرن الرابع والخامس والسادس موجودين في أربيل، وهذا ماقصدته بأرض الآباء والأجداد.
رووداو: استشعرت بروحية التعايش في حديثك، كيف ترى التعايش في إقليم كوردستان؟
أغناطيوس أفرام الثاني: دائماً كنت أذكر أنه إذا كانت الحكومة والمسؤولين في إقليم كوردستان يوجهون للتعايش المشترك، فلا بد أن نشاهد ذلك على أرض الواقع، وهذا ما نراه فعلاً، فوجود المسيحي مع الإزيدي والمسلم السني والمسلم الشيعي والسرياني مع الكوردي والعربي في إقليم كوردستان هو أكبر دليل أن هنالك تشجيع للتعايش السلمي وهذا هو الصح وضمان للمستقبل، لذلك لا يجب أن يشعر المسيحي بأنه غريب وهو في إقليم كوردستان حتى لو كان مهجراً منذ 5 سنوات من الموصل، لأنه موجود أساساً إلى جانب الوجود الكوردي والعربي، لذا فإن العيش المشترك هو الأمر الطبيعي الذي أراده ربنا وخلقنا لأجله، وهو مستقبلنا، لذلك علينا العمل على ذلك كمواطنين ومسؤولين ورجال دين وملحدين، فضلاً أن ذلك لا يعني أنه لن تكون هنالك حركات أصولية أو غيرها تعمل عكس هذا الشيء، وهو موجود بكافة أنحاء العالم، وتوجد جهات تعمل على نشر هذا الفكر الذي يعد هدّاماً ومضراً وبالضد من المدنية والحضارة والتاريخ والمستقبل.
رووداو: بشأن الهجمات الصاروخية على إقليم كوردستان وبالأخص أربيل، ما رأيكم حول استهداف إقليم كوردستان بالصواريخ؟
أغناطيوس أفرام الثاني: بالتأكيد نحن ضد أي نوع من أنواع العنف مهما كان، وضد الحرب، وقد كتبنا أمس رسالة للاتحاد الأوروبي نستنكر فيه الحرب في أوكرانيا وروسيا، وكذلك استنكرنا فرض العقوبات على رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية، كيريل، بطريرك موسكو، ونحن ضد العنف ونناشد دائماً أن تكون حلول الأمور بالسياسة والاتفاق والسلام، واستهداف الآخرين بالصواريخ لا يعبر أبداً عن طريقة حضارية لحل المشاكل، لذلك نحن ضد هذه الأشياء.