jerjesyousif
07-30-2022, 02:42 PM
قبل اكثر من عشر سنوات كتبت في مواقعنا الالكترونية سلسلة من "قصص من الماضي" ويعجبني ان اعيد نشر قسم منها، ففي قراءتها متعة وابتسامة.
هذه واحدة من تلك القصص:
قصص من الماضي:
طماطة د كرملش
(رحم الله الذين رحلوا واطال الله بعمر الاحياء الذين ترد اسماؤهم هنا)
في عام 1951 عندما كنت قد نجحت الى الصف السادس الابتدائي في مدرسة كرمليس الابتدائية , وفي عصر احد ايام الصيف , جاءت سيارة "غريبة" جديدة الى كرملش, فتجمع حولها كل اولاد القرية , شانها شان اية سيارة تاتي الى القرية وليست "بس دعم خضر او بس دعم ججو" فنزل منها شخصان يتكلمان الانكليزية, وحيث انني كنت من الجيدين جدا في درس الانكليزي بفضل المعلم القدير عيسى أفندي، فقد تقدمت متباهيا بانني استطيع ان افهم لاي غرض جاؤا وماذا يريدون بدافع حب الاستطلاع والفضول الذي يمتاز به جميع الكرمشايي . فسالوا: هل هذه كرملش؟ وهل تزرعون الطماطة؟ وهل نستطيع زيارة اي مزرعة للطماطة الان؟ فاخذوني ولاول مرة في حياتي اركب سيارة, بتلك السيارة الحلوة الجديدة واخذتهم الى مزرعة خالي يونس حنا راحيل التي كانت في طريق الشاقلي او ارخا بلكيثا, فشربنا الشاي الرائع, واكلنا الترعوز والباذنجان!!! ثم جاؤا الى مهمتهم التي جاؤا من اجلها: الاطلاع على نوعية ولون وطعم الطماطة التي تزرع هنا فقالوا نريد كيلو واحد من الطماطة الجيدة عندكم . فذهب خالي يونس وجلب "تنكة" من الطماطة . نهض الرجلان ونظرا الى الطماطة فتجمدا مذهولين بلون ورائحة الطماطة وكل واحد منهما تناول واحدة واخذ يقلبها وكانه الانسان القديم يرى السيارةّ!!! وينظران الى ما في "التنكة" من الطماطة الكرمليسية ام الصرة وكبيرة الحجم الذي لم يروا مثيلا لها , ثم زادت الدهشة عندما كسر خالي يونس طماطة واحدة الى قطع ليوزعها علينا لاكلها مع اشارته لي لتقديم "ماعون الملح الخشن" . قال احدهما: ان مهمتنا هي "تعليم الناس لزراعة الطماطة من قبل منظمة الغذاء والزراعة الدولية" فوجدنا باننا يجب ان ننقل خبرات هؤلاء الناس الى العالم ونتعلم منهم , بدلا من ان نعلمهم!!!
فلا يسعنا الا الطلب من الرب بان تبقى طماطة كرملش في القمة والكرمشايي في اتم الصحة والعافية والازدهار الى الابد .
جرجيس يوسف الساعور - 2009
هذه واحدة من تلك القصص:
قصص من الماضي:
طماطة د كرملش
(رحم الله الذين رحلوا واطال الله بعمر الاحياء الذين ترد اسماؤهم هنا)
في عام 1951 عندما كنت قد نجحت الى الصف السادس الابتدائي في مدرسة كرمليس الابتدائية , وفي عصر احد ايام الصيف , جاءت سيارة "غريبة" جديدة الى كرملش, فتجمع حولها كل اولاد القرية , شانها شان اية سيارة تاتي الى القرية وليست "بس دعم خضر او بس دعم ججو" فنزل منها شخصان يتكلمان الانكليزية, وحيث انني كنت من الجيدين جدا في درس الانكليزي بفضل المعلم القدير عيسى أفندي، فقد تقدمت متباهيا بانني استطيع ان افهم لاي غرض جاؤا وماذا يريدون بدافع حب الاستطلاع والفضول الذي يمتاز به جميع الكرمشايي . فسالوا: هل هذه كرملش؟ وهل تزرعون الطماطة؟ وهل نستطيع زيارة اي مزرعة للطماطة الان؟ فاخذوني ولاول مرة في حياتي اركب سيارة, بتلك السيارة الحلوة الجديدة واخذتهم الى مزرعة خالي يونس حنا راحيل التي كانت في طريق الشاقلي او ارخا بلكيثا, فشربنا الشاي الرائع, واكلنا الترعوز والباذنجان!!! ثم جاؤا الى مهمتهم التي جاؤا من اجلها: الاطلاع على نوعية ولون وطعم الطماطة التي تزرع هنا فقالوا نريد كيلو واحد من الطماطة الجيدة عندكم . فذهب خالي يونس وجلب "تنكة" من الطماطة . نهض الرجلان ونظرا الى الطماطة فتجمدا مذهولين بلون ورائحة الطماطة وكل واحد منهما تناول واحدة واخذ يقلبها وكانه الانسان القديم يرى السيارةّ!!! وينظران الى ما في "التنكة" من الطماطة الكرمليسية ام الصرة وكبيرة الحجم الذي لم يروا مثيلا لها , ثم زادت الدهشة عندما كسر خالي يونس طماطة واحدة الى قطع ليوزعها علينا لاكلها مع اشارته لي لتقديم "ماعون الملح الخشن" . قال احدهما: ان مهمتنا هي "تعليم الناس لزراعة الطماطة من قبل منظمة الغذاء والزراعة الدولية" فوجدنا باننا يجب ان ننقل خبرات هؤلاء الناس الى العالم ونتعلم منهم , بدلا من ان نعلمهم!!!
فلا يسعنا الا الطلب من الرب بان تبقى طماطة كرملش في القمة والكرمشايي في اتم الصحة والعافية والازدهار الى الابد .
جرجيس يوسف الساعور - 2009