jerjesyousif
09-23-2022, 10:28 PM
قبل اكثر من عشر سنوات كتبت في مواقعنا الالكترونية سلسلة من "قصص من الماضي" ويعجبني ان اعيد نشر قسم منها، ففي قراءتها متعة وابتسامة.
هذه واحدة من تلك القصص:
قصص من الماضي - التفاح العراقي
في شهر ايلول 1979 وانا بمهمة رسمية الى المنشآت الزراعية في الشمال : كركوك- اربيل – موصل - دهوك , وبعد احتفالي بعيد الصليب في كرملش , ذهبت الى دهوك كختام للمهمة لاعود بعدها الى مقر عملي في بغداد . وبعد انجاز العمل ذهبت الى السيد مدير زراعة دهوك للسلام عليه وشرب الشاي معه , فقال: كاكا انت ستذهب الى بغداد ؟ قلت نعم. قال: نريد ان نرسل معك تفاح لعرضه في معرض بغداد الدولي الذي سيفتتح في الاول من تشرين الاول . فقلت : مع كل ممنونية ساخذه حيث ان سيارتي فارغة . فنادى الى الموظف المسؤول المكلف باحضار التفاح الى بغداد ليضع التفاح في سيارتي , وكنت اعتقد بانهم سيرسلون ثلاث – اربع نماذج بمعدل كيلو من كل نوع, وبعد اتمام الشاي والحديث مع السيد المدير ودعته وجئت الى السيارة فاذا بها مملوءة باكثر من عشرين صندوقا بانواع من التفاح الذي لم اكن اتصور انه موجود اصلا في اي بقعة من العالم , ناهيك عما اذا كان في العراق!!! حيث ان الصناديق العليا الظاهرة , وفي كل واحد منها نوع يختلف عن الاخر , ولكل نوع الوان لا استطيع وصف روعتها وكبر حجمها بحيث ان وزن التفاحة الواحدة قد يتعدى الكيلوغرام , ولا يوجد في اي تفاحة منها "بقع سوداء" او انحراف عن الشكل الهندسي , فلا يسعك الا ان تقول : سبحان الله وما شاء الله! هل ان هذا التفاح عراقي؟؟؟
ثم اعطاني الموظف قائمة بالمحتويات من التفاح وقائمة بانواع العسل في احد الصناديق , وقال لي: هذا الصندوق ذو اللون المختلف عن بقية الصناديق هو لك فيه تفاح متعدد الانواع و"شيشتين" عسل لك. فشكرته وودعت الجميع وعدت الى بغداد. وفي اليوم التالي ذهبت الى جناح وزارة الزراعة في معرض بغداد الدولي لايداع الامانة.
وعند ذهابي مع العائلة الى المعرض بعد افتتاحه , وذهابنا الى جناح وزارة الزراعة اصبحت نظراتي الى ذلك التفاح المعروض سنويا بمنظار الفخر والاعتزاز والتباهي اكثر بكثير مما كان في السنين السابقة.
لا ادري عما اذا بقي من بساتين التفاح في كاني ماسي والعمادية وغيرهما من المناطق التي كانت تنتج تلك الانواع الرهيبة من التفاح، ام عانت ما عاناه الشعب العراقي العظيم من ويلات الحروب والالام؟
جرجيس يوسف الساعور 2010
هذه واحدة من تلك القصص:
قصص من الماضي - التفاح العراقي
في شهر ايلول 1979 وانا بمهمة رسمية الى المنشآت الزراعية في الشمال : كركوك- اربيل – موصل - دهوك , وبعد احتفالي بعيد الصليب في كرملش , ذهبت الى دهوك كختام للمهمة لاعود بعدها الى مقر عملي في بغداد . وبعد انجاز العمل ذهبت الى السيد مدير زراعة دهوك للسلام عليه وشرب الشاي معه , فقال: كاكا انت ستذهب الى بغداد ؟ قلت نعم. قال: نريد ان نرسل معك تفاح لعرضه في معرض بغداد الدولي الذي سيفتتح في الاول من تشرين الاول . فقلت : مع كل ممنونية ساخذه حيث ان سيارتي فارغة . فنادى الى الموظف المسؤول المكلف باحضار التفاح الى بغداد ليضع التفاح في سيارتي , وكنت اعتقد بانهم سيرسلون ثلاث – اربع نماذج بمعدل كيلو من كل نوع, وبعد اتمام الشاي والحديث مع السيد المدير ودعته وجئت الى السيارة فاذا بها مملوءة باكثر من عشرين صندوقا بانواع من التفاح الذي لم اكن اتصور انه موجود اصلا في اي بقعة من العالم , ناهيك عما اذا كان في العراق!!! حيث ان الصناديق العليا الظاهرة , وفي كل واحد منها نوع يختلف عن الاخر , ولكل نوع الوان لا استطيع وصف روعتها وكبر حجمها بحيث ان وزن التفاحة الواحدة قد يتعدى الكيلوغرام , ولا يوجد في اي تفاحة منها "بقع سوداء" او انحراف عن الشكل الهندسي , فلا يسعك الا ان تقول : سبحان الله وما شاء الله! هل ان هذا التفاح عراقي؟؟؟
ثم اعطاني الموظف قائمة بالمحتويات من التفاح وقائمة بانواع العسل في احد الصناديق , وقال لي: هذا الصندوق ذو اللون المختلف عن بقية الصناديق هو لك فيه تفاح متعدد الانواع و"شيشتين" عسل لك. فشكرته وودعت الجميع وعدت الى بغداد. وفي اليوم التالي ذهبت الى جناح وزارة الزراعة في معرض بغداد الدولي لايداع الامانة.
وعند ذهابي مع العائلة الى المعرض بعد افتتاحه , وذهابنا الى جناح وزارة الزراعة اصبحت نظراتي الى ذلك التفاح المعروض سنويا بمنظار الفخر والاعتزاز والتباهي اكثر بكثير مما كان في السنين السابقة.
لا ادري عما اذا بقي من بساتين التفاح في كاني ماسي والعمادية وغيرهما من المناطق التي كانت تنتج تلك الانواع الرهيبة من التفاح، ام عانت ما عاناه الشعب العراقي العظيم من ويلات الحروب والالام؟
جرجيس يوسف الساعور 2010