المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختتام منتدى البحرين - العاهل البحريني: نمضي معًا يدًا بيدٍ تحقيقًا لأمل المستقبل المزدهر


jerjesyousif
11-04-2022, 03:47 PM
https://www.vaticannews.va/content/dam/vaticannews/agenzie/images/ansa/2022/11/04/10/1667554998150.jpg/_jcr_content/renditions/cq5dam.thumbnail.cropped.750.422.jpeg
اختتام منتدى البحرين - العاهل البحريني: نمضي معًا يدًا بيدٍ تحقيقًا لأمل المستقبل المزدهر (ANSA)
Vatican news 4-11-2022




كلمة العاهل البحريني وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف في اختتام "منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ"



صباح يوم الجمعة توجّه قداسة البابا فرنسيس إلى مجمّع قصر الصخير في ساحة الفداء ليشارك في اختتام "منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ" وكان في استقباله صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وتوجّهوا معًا إلى الحديقة حيث غرسوا شجرة السلام. بعدها توجهوا نحو المنصة وافتتح العاهل البحريني اللقاء بكلمة استهلّها مرحبًا بقداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقال يطيب لنا أن نعرب للجميع عن حرصنا واهتمامنا الكبير في هذا التجمّع العالمي العام إيمانًا منا بالدور المؤثّر للقيادات الدينية وأصحاب الفكر وأهل الاختصاص في معالجة مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها مجتمعاتنا لمزيد من السلام والاستقرار.
تابع العاهل البحريني يقول ويسعدنا في ختام أعمال هذا الملتقى المبارك، أن نهنِّئكم على نجاح أعماله بحضور ومشاركة هذه الصفوة من حكماء الشرق والغرب الذين رهنوا أنفسهم لخدمة الإنسانية والعمل من أجل رفعتها، واتّحدوا قولاً وعملاً لإعلاء قيم السلام والتعارف المتبادل بالتعاون على البرِّ والتقوى لتعزيز التآخي والتعايش السلمي بين شعوب الأرض كافة. وأضاف لقد تابعنا وبكل اهتمام مداولات الملتقى ونقاشاته، وإننا ننظر إلى مخرجاته وتوصياته القيّمة بعين التفاؤل وبكثير من الأمل كخير دليل لتقوية مسيرة الأخوّة الإنسانية التي هي بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإحياء سبل التقارب والتفاهم بين جميع أهل الأديان والمعتقدات كمدخل أساسي لإحلال التوافق محلَّ الخلاف وإرساء الوحدة محل الفرقة. ونحن نمضي معًا يدًا بيدٍ تحقيقًا لأمل المستقبل المزدهر فعلينا جميعًا أن نتوافق أولاً على رأي واحد في هذه الظروف الاستثنائيّة لوقف الحرب الروسية الأوكرانيّة وبدء مفاوضات جادة لخير البشريّة جمعاء.
وخلص صاحب الجلالة إلى القول ولا يسعنا على ضوء ما توصّلتم له من نتائج مهمّة نؤيدها أشدَّ التأييد إلا أن نؤكِّد لكم بأننا سوف نوليها – بإذن الله – جل عنايتنا لتأخذ مسارها الصحيح ضمن مساعينا التي نبذلها للإسهام في نشر السلام وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك بين دولنا وشعوبها.
من جانبه، قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف في كلمته أن سبب المآسي التي تشهدها بعض دول العالم هو غياب ضوابط العدالة الاجتماعية، وأن الشرق والغرب بحاجة لبعضهما البعض فالغرب في حاجةٍ إلى حِكْمَةِ الشَّرقِ وأدْيانِه وما تَربَّى عليه النَّاس من قِيَمٍ خُلُقيَّةٍ، ونظرةٍ مُتوازنة إلى الإنسانِ والكون وخالقِ الكون، وهو في حاجةٍ إلى روحانيَّةِ الشَّرق، وعُمْق نظرته إلى حقائقِ الأشياء، وإلى التَّوقُّف طويلًا عند الحكمة الخالدة التي تقول: "ليس كلُّ ما يَلْمَعُ ذهبًا"، بل إنَّ الغربَ لمحتاجٌ إلى أسواقِ الشَّرقِ وسواعد أبنائه، في مصانِعه في أفريقيا وآسيا وغيرهما، وهو في حاجةٍ إلى الموادِّ الخام المكنوزة في أعماقِ هاتين القارَّتين، والتي لولاها لما وجدت مصانع الغرب ما تنتجه، وليس من الإنصافِ في شيءٍ أن يكونَ جزاء المحسن مَزيدًا من الفقرِ والجهلِ والمرضِ.. والشَّيء ذاتُه يُقالُ على الشَّرقِ، فهو في حاجةٍ إلى اقتباسِ علوم الغرب والاستعانة بها في نهضَتِه التِّقنية والماديَّة، واستيراد المُنتجات الصِّناعيَّة، من أسواقِ الغرب؛ كما يجبُ على الشَّرقيِّين أنْ يَنْظُروا إلى الغربِ نظرةً جديدة فيها شيء من التَّواضُع، وكثيرٌ من حُسْنِ الظَّنِّ والشُّعُور بالجارِ القريب، والفَهْم المتسامح لمدنيَّة الغرب وعادات الغربيِّين بحُسبانِها نتاج ظروف وتطوُّرات وتفاعُلات خاصَّة بهم دفعوا ثمنَها غاليًا عبرَ قرونٍ عِدَّة.
كذلك أكَّد شيخ الأزهر في ختام ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، أنَّ وثيقة الأخوة الإنسانية قد قدَّمَتْ مُوذجًا مُتمَيِّــزًا لما ينبغي أن يكون عليه حوار الأديان والحضارات من احترامٍ مُتبادَلٍ وتأثيرٍ فعليٍّ في علاقاتِ الشُّعُوبِ المبنية على التعارُفِ والتعاون والأُخوَّة والسَّلام، وسلَّطتْ الضوء على أهمية العلاقة بين الشَّرق والغرب، وكيف أنَّ لكلٍّ منهما أن يستفيدَ من الآخَر، وقال أنا واثقٌ بإذنِ الله من أنَّ مسيرةَ الأُخوَّة الإنسانيَّة والتي يُعَدُّ هذا الملتقى التاريخي على أرضِ البحرين الطيِّبة أحدَ أهمِّ روافدها وأركانها الدَّاعمة سوف تُسهمُ في تعزيزِ هذا التَّقارُب والتَّعارُف بين الشَّرقِ والغرب.. وكيف لا! وقد مثَّل إعلانَ مملكة البحرين للتَّعايُش السلمي خطوة مهمة لتعزيزِ المواطَنة وإعلاء قِيَم التَّسامُح والتَّفاهُم بين النَّاس.
وفي ختام كلمته قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أتوجَّه من مِنْبَرِ هذا الملتقى التاريخي بنداءين: نداءٍ إلى علماءِ الأديانِ والمفكِّرين والإعلاميِّين بأنْ يبذلوا مزيدًا من الجهد على تربية النَّشء وتثقيف الشَّباب بمشتركاتِ الأديان وتحويلها إلى برامج عِلْميَّة وتربويَّة مُعاصرة، تُعَلِّم الشَّباب بأنَّ الحياةَ -في فلسفةِ الأديانِ- تتَّسِعُ للمخالف في الدِّينِ والعِرْقِ واللَّونِ واللِّسَان، وأنَّ تنوُّع الثقافات يُثري الحضارة الإنسانيَّة ويَبْني السَّلام المفقود.
ثُمَّ بنداءٍ إلى عُلماءِ الدِّين الإسلامي في العالم كلِّه على اختلافِ مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، إلى المسارعة بعقدِ حوارٍ (إسلامي إسلامي) جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتَّقارُب والتَّعارف، حوارٍ من أجل الأُخوَّة الدينيَّة والإنسانية، تُنبَذُ فيه أسباب الفُرقة والفتنة والنِّزاع الطَّائفي على وجْهِ الخصوص، ويُركَّز فيه على نقاطِ الاتِّفاق والتَّلاقي، وأنْ يُنصَّ في قراراتِه على القاعدةِ الذهبيَّة التي تقول: يَعْذُرُ بعضُنا بعضًا فيما نختلفُ فيه، كما يُنصُّ فيه على وقفِ خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتَّكفير، وضرورة تجاوز الصِّراعات التاريخيَّة والمعاصرة بكلِّ إشكالاتِها ورواسبها السَّيْئة، وهذه الدَّعوة إذ أتوجَّهُ بها إلى إخوتِنا من المسلمين الشِّيعة، فإنَّني على استعدادٍ، ومعي كبارُ علماء الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لعقدِ مثلِ هذا الاجتماع بقلوبٍ مفتوحةٍ وأيدٍ ممدودة للجلوسِ معًا على مائدة واحدة؛ لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلاميَّة، التي تتَّسِمُ بالواقعيَّة، وتُلبِّي مقاصد الإسلام وشريعته، وتُحرِّمُ على المسلمينَ الإصغاء لدعوات الفُرقة والشِّقاق، وأنْ يحذروا الوقوع في شَرَكِ العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدِّين في إثارةِ النَّعرات القوميَّة والمذهبيَّة، والتدخُّل في شؤونِ الدول والنَّيْلِ من سيادتها أو اغتصاب أراضيها.
وبهذه المناسبة، خلص شيخ الأزهر إلى القول ومن هذا الملتقى الذي يحتضنُ حوارَ الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني فإنني أضمُّ صوتي إلى صوتِ محبِّي الخير ممن يدعون إلى السَّلام ووقف الحرب الروسية الأوكرانية، وحقن دماء الأبرياء مِمَّن لا ناقةَ لهم ولا جَمَل في هذه المأساة، ورفع راية السَّلام بدلًا من راية الانتصار، والجلوس إلى دائرة الحوار والمفاوضات، كما أدعو إلى وقف الاقتِتال الدائر في شتَّى بقاع الأرض "لإعادة بناء جسور الحوار والتفاهم والثقة" من أجل استعادة السَّلام في عالم مُثخَن بالجراح؛ وحتى لا يكون البديل هو المزيد من مُعاناةِ الشُّعُوب الفقيرة، والمزيدُ من العواقب الوخيمة على الشَّرقِ والغربِ معًا.