مسار حقيقة ما يجري في الكنيسة الكلدانية
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
في مجتمع كمجتمعنا الشرقي، وبسبب وسائل التواصل الاجتماعي، تهيمن عقلية التفرد (الأنا) والسلطوية والتكتّل والتمرد اكثر فاكثر من أجل تحقيق غايات خاصة. من المؤسف ان هذه العقلية انسحبت ايضاً الى الكنيسة، بالرغم من انها تتقاطع مع روح الانجيل والقيم الروحية والقوانين الكنسية، فضلاً عن انها تُقسّم الكنيسة وتثير الشكوك ولا تحافظ على الوجود المسيحي.
مفهوم الشركة والسلطة واضح في الكنيسة الكاثوليكية. يكفي العودة الى أعمال المجمع الفاتكاني الثاني وارشادات الباباوات خصوصاً الارشاد الرسولي للبابا القديس يوحنا بولس الثاني: “اعطيكم رعاة” 1992.
لا ينبغي ان يعيش الاكليروس في فوبيا السلطة، أي الخوف من السلطة والتمرُّد عليها. من المحزن ان هذا حاصل في العائلة والمجتمع أيضاً.
أعلم يقيناً ان لبعض الاشخاص يداً في سحب المرسوم الجمهوري واستبداله بحجة التولية لدفعي الى الاستقالة طمعاً بالخلافة. وبعد الصبر والصمود صدر الأمر الديواني لرئيس الوزراء مشكورا فاعاد الامور الى نِصابها، فثارت ثائرتهم، وقاموا بمحاولة افشال السينودس، لكن السينودس نجح بامتياز ولم تتسرب الى اليوم القرارات. لم تقف محاولاتهم عند هذا الحد فقاموا بسحب طلابهم من المعهد الكهنوتي ومقاطعة الرياضة السنوية، لكن أؤكد لهم انهم في وهم وان رهانهم خاسر، لان الكنيسة هي للمسيح وهو يرسل عَمَلة الى الحصاد.
سلطة الاُسقف ابوية، هي للخدمة وبناء الكنيسة والمجتمع بأمانة وصدق وإخلاص. عليهم ان يدركوا ان قوة الاُسقف والكاهن هي في الانجيل، ومنه تنطلق رسالته في خدمة الجماعة المعهودة اليه، والعمل على نموها. الإنجيل هو من يمنح سلطاناً للخدمة والبشارة، وليست مجرّد الرسامة. الرسامة هي انطلاقة للرسالة وخدمة المحبة والرحمة بحماسة وفرح.
لذلك يتعين على الاُسقف التواصل باحترام مع البطريرك وعند الضرورة مع الكرسي الرسولي، وليس ترويج اكاذيب كما تفعل بعض المنصات الالكتروني التي لبعضهم علاقة بها.
هل يُعقل لاُسقف أعلن ولاءه للكنيسة ان يقوم بدعم اعلامي لميليشيا معينة معروفة من الجميع انها استهدفت البطريرك والكنيسة الكلدانية واستحوذت على بيوت المسيحيين؟ وان يعيّن احد كهنته “المخلوعين” للعمل في مكتبها الاعلامي؟؟؟
كيف يمكن لاُسقف وقد أعلن الولاء للرئاسة الكنسية ان يقاطع السينودس الكلداني من دون سبب موجب، ويعلم ان السينودس هو المكان الرسمي لحل المشاكل إن وجدت؟ اما ما ذكروه من مقاطعتي مع 10 ثم 7 اساقفة في زمن المثلث الرحمات البطريرك عمانوئيل دلي، لم يكن مقاطعة، انما طلبنا ارسال جدول اعمال مرتب واعطاء الوقت الكافي لدراسته. وهذا لم يتم وكنا قد اعلمنا الكرسي الرسولي بذلك، لكن لم يسمع له.وهولاء المقاطعون لم يكونوا اساقفة انذاك، واثنان منهما لم يمر على رسامتهما عامان واني رشحتهما ورسمتهما؟؟؟
كيف لاسقف ان يسحب التلاميذ من المعهد الكهنوتي “لغلقه” كما صرَّح أحدهم، ويعلم انها ضربة قوية ضد هذه المؤسسة الكنسية التي عمرها أكثر من قرن؟
كيف لاُسقف أن يمنع كهنته من المشاركة في الرياضة الروحية السنوية مع اخوتهم وزملائهم “الكهنة” الآخرين ويعلّمهم العصيان؟ هذه المواقف المُخجِلة تثير الشكوك لدى المؤمنين.
أدعوهم بصفتي اباً للكنيسة الكلدانية ورئيساً لها
الى اعلان طاعتهم رسمياً والعودة الى كنيستهم الاُم،
قبل ان تُتَّخذ بحقهم الاجراءات القانونية!
سابذل جهدي الى النهاية لحماية الكنيسة
والمحافظة عليها