"تفاؤل ممزوج بقلق".. مسيحيو العراق يتطلعون لزيارة البابا
« في: 17:25 25/02/2021 »
عنكاوا دوت كوم/الحرة / ترجمات - واشنطن
وسط أجواء لا تخلو من قلق، يترقب مسيحيو العراق بلهف شديد زيارة البابا فرانسيس إلى بلادهم، مطلع الشهر القادم.
فالزيارة التي تصادف بين الخامس والثامن من مارس، هي الأولى من نوعها لبلد يواجه تحديات أمنية وصحية هائلة جراء وباء كورونا، ويتعرض فيه المسيحون إلى مشاكل كبيرة، وفق تقرير نشره موقع "فويس أوف أميركا".
وقد ظل البابا لسنوات يعبر عن قلقه الشديد لمحنة مسيحيي العراق وغيرهم من الأقليات العرقية التي ظلت تعاني لسنوات من ويلات داعش وأعمال العنف الطائفية.
وانخفض عدد مسيحي العراق من مليون ونصف المليون شخص في عام 2003 إلى ما بين 150 ألف شخص و400 ألف شخص، حاليا.
وقال القس العراقي في كنيسة المشرق الآشورية، إيمانويل يوحنا، للموقع الأميركي، إن "زيارة البابا ستشجعهم (مسيحيي العراق) بشدة".
وأضاف "المسيحيون متفائلون للغاية لأنها علامة أمل وعلامة على التضامن، رغم الوباء والتحدي الأمني، وهذا واضح تماما. نصلي ونأمل ألا يحدث شيء" قد يعكر صفو الزيارة.
ويدير الأب يوحنا "برنامج العون المسيحي" في شمال العراق، والمخصص لمساعدة عشرات آلاف العراقيين الذين أرغمهم مسلحو داعش على النزوح من ديارهم في دهوك وسهل نينوى بين عامي 2014 و2017.
ويقول القس يوحنا إن أكثر من نصف سكان سهل نينوى، معقل المسيحيين التاريخي للعراق، لا يزالون مشردين في مناطق الأكراد، أو فروا إلى الخارج، فيما يخشى آخرون الميليشيات الشيعية التي صادرت ممتلكاتهم.
ومن المقرر أن يزور البابا، الموصل، التي دمرها مسلحو داعش بشدة، وسط مساع حثيثة لإعادة إعمار مسجد "النوري" الشهير في المدينة، وكنيسة "سيدة الساعة".
ويساعد القس الدومينيكي الفرنسي، أوليفييه بوكيلون، في الإشراف على العمل، مشيدا بالجهود التي يبذلها المسلمون والمسيحيون وبقية المجتمعات "لفعل شيء إيجابي معا".
وقال: "نحن نعلم أنه سيكون تحديا للجميع لإعادة بناء الثقة بين الأشخاص والعائلات والمجتمعات. ولكن هذا هو إيماننا. نحن نؤمن بإله الرحمة، ونعتقد أن هذه الإنسانية مسؤولية مشتركة".
وسيلتقي البابا فرنسيس بالمرجع الشيعي، علي السيستاني، في إطار جهوده لاستيعاب واحتضان العالم الإسلامي.
وسيشارك البابا أيضا في لقاء بين الأديان في بلدة "أور" الجنوبية، مسقط رأس النبي إبراهيم الذي يؤمن به اليهود والمسيحيون والمسلمون، على حد سواء.
كما يتوقع أن يقوم البابا بالتوقيع على "وثيقة أخوة إنسانية"، خلال زيارته.
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد نبّه من أن الهجمات الأخيرة على أربيل تعد "مقدمة لإلغاء زيارة البابا"، وحذر من تدخل دول الجوار في الشأن العراقي.