كنيسة "كوخي" بناها مار ماري في القرن الأول الميلادي
الخميس 31/يناير/2019
كنيسة كوخي
ميرا توفيق
تعود كنيسة "كوخي" الأثرية إلى القرن الميلادي الأول، وتقع إلى جنوب غرب العاصمة بغداد، على مسافة 35 كيلومترًا، في منطقة عرب جبورـ
كنيسة كوخي شيدت في بلاد ما بين النهرين على يد متتلمذ المشرق مار ماري في القرن الأول الميلادي، وتقع إلى الجنوب من بغداد في منطقة المدائن عاصمة الفريسيين، التي كان سكانها أشد الناس تمسكًا بالوثنية.
وتعود قصة بناء الكنيسة إلى معجزة شفاء أخت الملك أرطبان الثالث واسمها "قنّي"، على يد مار ماري الرسول، والتي كانت مصابة بمرض عضال يصعب الشفاء منه.
فمنح الملك أرضا في ضاحية قطيسفون اسمها كوخي وتعني "الأكواخ" ليقيم فيها الرسول الكنيسة، لتصبح لاحقًا، وبعد أن اكتسبت أهمية كبرى، مقرًا لكرسي جثالقة كنيسة المشرق.
تعرضت الكنيسة للتدمير إبان الاضطهاد الأربعيني على يد شابور الثاني، عام 341 وهي السنة التي استشهد بها مار شمعون برصباعي، ثم أعيد بناؤها لاحقًا لتصبح مقرًا للكرسي البطريركي حتى عام 799 حيث قام البطريرك مار طيمثاوس الأول بنقل مقر البطريركية إلى بغداد، عاصمة الدولة العباسية في عهد الخليفة المهدي.
وبسبب عدم استخدامها، تعرضت كنيسة كوخي للدمار وبقيت مندثرة لعدة قرون قبل إعادة اكتشافها من قبل بعثات أجنبية في القرن الماضي.
وفي عام 2000 أقامت كنيسة المشرق الاشورية قداسًا في منطقة قريبة من كوخي بمناسبة الالفية الثالثة للمسيح بمشاركة رؤساء جميع كنائس المشرق، ترأسه قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع، البطريرك السابق لكنيسة المشرق الآشورية.
ويقول مؤرخون إن القديس ماري أحد تلامذة القديس توما الذي كان من تلاميذ المسيح وكان من ابرز الذين قاموا بنشر الديانة المسيحية في بلاد الرافدين خصوصا، أقام في منطقة طيسفون، في القرن الأول للميلاد.
"كنيسة كوخي" اكتسبت على مر الأيام أهمية كبيرة، فقد تحولت الكنيسة التي كانت تقع على الضفة اليسرى لنهر دجلة، إلى مقر رئيس كنيسة المشرق الذي كان يحمل لقب "الجاثليقا" (كاثوليكوس) قبل أن يصبح "البطريرك" في القرن الخامس، وعرفت باسم "كرسي كوخي".
ويقول مؤرخون إن طيمثاوس الأول الكبير الذي أصبح بطريركا لكنيسة المشرق قرر في ذلك العام نقل مقر البطريركية من كوخي إلى بغداد، عاصمة الدولة العباسية في عهد الخليفة المهدي (775-785)، لتهمل كوخي ويحل بها الدمار حتى مطلع القرن الماضي مع بداية عمليات التنقيب التي قامت بها بعثات أجنبية.
وتقع آثار الكنيسة على سفح تل يبلغ ارتفاعه حوالي 12 مترا، ويمكن أن تشاهد من قمته أنقاضها دون أن تبدو أي من تقسيماتها واضحة. وقد أكد علماء الآثار الذين عملوا في التنقيب عن الكنيسة أن الكنيستين الأولى والثانية شيدتا بنوعين مختلفين من اللبن.
ومن الروايات المحيطة بهذه الكنيسة، يؤكد الأب البير أبونا المتخصص بالشؤون المسيحية في دراسة أن حدثا كبيرا وقع بين العامين 79 و116 فصل منطقة كوخي نهائيا عن طيسفون نتيجة خروج نهر دجلة من مجراه الاعتيادي.
منقول من موقع البحث كّوكّل - "موقع البوابة نيوز" - جرجيس يوسف/ 29-11-2020