مؤكدين على أهمية زيارة البابا للسلام في العراق صالح والكاظمي يشاركان بقداسين للميلاد: رمزية الأمل بعد الألم
عنكاوا دوت كوم 25-12-2020
مؤكدين على أهمية زيارة البابا للسلام في العراق
صالح والكاظمي يشاركان بقداسين للميلاد: رمزية الأمل بعد الألم
الكاظمي متحدثا خلال حضوره قداس الميلاد في بغداد مساء الخميس
عنكاوا دوت كوم/د. أسامة مهدي/إيلاف من لندن
حضر الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مساء الخميس قداسين لميلاد السيد المسيح في كنيستين في بغداد، مؤكدين على ان المسيحيين هم اهل وملح العراق، وقد عانوا طيلة سنوات مضت من التطرف والإرهاب واضطروا الى مغادرة ديارهم بسبب القتل والتهجير على يد الإرهابيين، مشددين على ضرورة العمل الجاد على تأمين عودتهم الى بلدهم الاصل.
وقال الكاظمي في كلمة خلال حضوره قداس الميلاد في كنيسة سيدة النجاة في بغداد "إن هذه الكنيسة شهدت جريمة نكراء أقدم عليها الإرهاب إلّا أن إرادة شعب العراق الأبي لم تنكسر أمام من حاولوا فاشلين تضعيف الدولة والقانون". وأضاف " إن الأخوّة الإسلامية المسيحية كانت دائماً مثالاً بارزاً وحيّاً للتآخي الوطني وأن العراقيين ليسوا إلّا أسرة واحدة وشعباً واحداً يشهد على ذلك تأريخهم وآثار حضاراتهم، ما يدحض أوهام الطائفية والتفرقة الدينية البعيدة تماماً عن الحقائق"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".
وشدد الكاظمي على سعي الحكومة الدؤوب للعمل على إعادة المهجّرين بمن فيهم الذين هجّروا من أبناء المكوّن المسيحي الى ديارهم، وأن يتمتع المسيحيون العراقيون بوجودهم الضارب في عمق هذه الأرض مواطنين مُكرّمين في ديارهم بين أخوتهم العراقيين من باقي الأطياف".
كما كتب الكاظمي تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر" قائلا "في ليلة ميلاد السيد المسيح عليه السلام نتمنى لأهلنا كلّ خير، في ظل العائلة العراقية الواحدة ونستلهم من المناسبة رمزية الأمل بعد الألم، متمنين السلام والتآخي والازدهار لبلدنا الحبيب والخير والرفاه لكلّ الإنسانية".
صالح: نستبشر بقدوم البابا الى العراق
ومن جانبه، اكد الرئيس العراقي برهم صالح حاجة العراق الى لغة المحبة والسلام والمصالحة والتسامح وقال "نستبشر خيراً" بقدوم البابا فرنسيس في مارس المقبل إلى العراق.
واضاف في كلمة لدى حضوره قداس الميلاد في كنيسة مار يوسف في بغداد "نبارك لأهلنا المسيحيين في العراق والعالم بحلول أعياد ميلاد السيد المسيح ونحن بحاجة إلى لغة المحبة والسلام والمصالحة والتسامح".
وأضاف ان "عام 2020 كان عاماً صعباً مليئا بالتحديات، ولكن نستبشر الان خيراً بقدوم قداسة البابا فرنسيس الى العراق في العام المقبل ونقول باسم المسلميين والمسيحيين والايزيديين والصابئة وباقي مكونات الوطن اهلا بكم في عراق اور موطن النبي إبراهيم عراق الحضارة والتاريخ ومهد الأديان والانبياء". مشددا بالقول إن "العراق بلاد المسيحيين سيفقد التنوع وندعو الى عودتهم جميعاً الى بلدهم العراق".
واعتبر الرئيس صالح ان "المسيحيين اهل وملح هذا الوطن وقد عانوا طيلة السنوات الماضية اسوة بأخوتهم من باقي المكونات من التطرف والإرهاب واضطروا الى مغادرة ديارهم بسبب القتل والتهجير على يد الإرهابيين ويجب العمل الجاد على تأمين عودتهم الى بلدهم الاصل".
واضاف: " نستقبل العام الجديد وامامنا تحديات عدة، نحتاج فيها لوقفة جادة وشجاعة تؤسس لحكم رشيد عادل يضمن الحياة الحرة الكريمة للمواطن، وترسخ الدولة المقتدرة ذات السيادة وتكافح بلا تهاون التطرف والفساد فهما الوجه الحقيقي للإرهاب".
البطريرك ساكو: ليعمّ السلام والصفاء الروحي والاخلاقي
ومن جهته، قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس روفائيل ساكو في ليلة عيد الميلاد بكنسية مار يوسف إن المسيح ليس فقط للمسيحيين بل للمسلمين ايضا، وحضور رئيس الجمهورية "يشعرنا باهتمامه بالمكون المسيحي الذي اصبح حلقة ضعيفة في العراق".
وقال في كلمة له إن "الظروف الذي نعيشها مختلفة والاجواء المشحونة بعدم الاستقرار سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا ومع الاسف صحيا بسبب كورونا".. واضاف أن"العراقيين ينتظرون باشتياق الى فرح عودة الامور الى طبيعتها ولديهم أمل بمستقبل افضل.. فلمصلحة من نخرب البلد؟ ليعمّ السلام يجب اعادة الصفاء الروحي والاخلاقي".
ودعا من اسماهم المنفلتين لان يضعوا العراق فوق أي اعتبارات لان مصلحة العراق فوق أي مصلحة حزبية وفئوية وشخصية والفاسدين سرقوا بلد النخيل، والعراقيون صبروا لعقدين لكنهم انهكوا ولذلك يجب نشر ثقافة المحبة والسلام والتضامن بين جميع صفوف المجتمع والمؤسسات والمدارس". واشار الى ان الازمة المالية والبطالة وتردي الخدمات تتطلب التضامن الاخوي بين جميع المكونات والكف عن النزاعات والتوترات.
وشدد على ضرورة التوجه الى المصالحة الوطنية والاعتدال والاستعداد الى زيارة البابا للعراق في مارس المقبل وهو حدث تاريخي جدا كبير لما يحمله من رسائل محبة واخوة وتضامن ولاعنف".
الحكيم: نتطلع لزيارة البابا وما تحمله من رسالة سلام
ومن جانبه، قال رئيس تحالف "عراقيون" عمار الحكيم الذي حضر القداس ايضا "رغم اختلافاتنا الدينية والمذهبية والقومية فهويتنا العراق الواحد .. المسيحيون ليسوا اقلية بل الاضافة النوعية والوردة الزاهية في باقة الورد العراق وندافع عن حقوقهم كما ندافع عن حقوق جميع العراقيين"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي عنه.
وشدد على ضرورة توفير المناخ الملائم لإعادة المسيحيين الى وطنهم، وقال "حان الوقت لنكمل مشوار البناء والاعمار والتماسك واللحمة والوحدة وسنبقى جسرا مهما يربط الحضارات والديانات واتباع الديانات المختلفة". واضاف "نستعد لزيارة قداسة بابا الفاتيكان وما تحمله من رسالة كبيرة للعراق والمنطقة ورسالة سلام والبدء من جديد في عودة المسيحيين في اقامة صلواتهم الابراهيمية في العراق وعلينا عد العدة وتوفير كل الامكانيات لهذه الزيارة التاريخية".
الارهاب أفرغ العراق من معظم مسيحييه
يشار الى ان الحروب والصراعات التي شهدها العراق قد ادت إلى نزوح المسيحيين عن البلاد ودول أخرى بالشرق الأوسط، إذ عانوا من صعوبات خاصة عندما سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من بلادهم.
وكان رئيس أساقفة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المطران بشار متى وردة قد حذر في خطاب عاطفي بلندن منتصف العام الماضي من ان "المسيحيين العراقيين على وشك الانقراض بعد 1400 عام من الاضطهاد". وأضاف إنه "منذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألفا فقط .. منوها الى أن الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم وتقترب من الانقراض بشكل متسارع ".
وأشار إلى التهديد الذي مثله الارهابيون في تنظيم داعش باعتباره "كفاحاً أخيراً في سبيل البقاء" بعد هجوم التنظيم عام 2014 والذي أدى إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.
وكان قد اعلن في بغداد رسميا في السابع من الشهر الحالي عن زيارة سيقوم بها الى العراق البابا فرنسيس في مارس المقبل في حدث وصف بالتاريخي ورسالة سلام الى المنطقة ودعما لجميع العراقيين بمختلف تنوعاتهم وتأكيدا لوحدة الموقف الانساني ضد التطرف والصراعات.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" انه "لمن دواعي سرورنا الاعلان عن ان قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية سيقوم بزيارة العراق للفترة من 5 الى 8 مارس من العام 2021 ". واضافت "ان زيارة البابا إلى العراق، بلاد ما بين النهرين، وارض الرسل والانبياء ، وموطن اور والنبي ابراهيم، تمثل حدثا تاريخياً ، ودعماً لجميع العراقيين بمختلف تنوعاتهم، كما انها تمثل رسالة سلام إلى العراق والمنطقة بأجمعها، وتؤكد وحدة الموقف الإنساني في مجابهة التطرف والصراعات، وتعزز التنوع والتسامح والتعايش". ومن المنتظر ان تشمل الزيارة مدن بغداد وسهل أور وأربيل والموصل وقرقوش.
يشار الى ان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان قد اراد عام 2000 زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك انهارت ولم يتمكن من الذهاب.