بمناسبة مرور ٩ سنوات على رسامتي الأسقفية
24/1/2014 – 24/1/2023
المطران د. يوسف توما
في مثل هذا اليوم 24 كانون الثاني 2014، قبل 9 سنوات تقبلت الرسامة كرئيس أساقفة أبرشية كركوك والسليمانية للكلدان، ويسرّني أن أتوقف لأتأمل وأشكر الرب على ما جرى في هذه الفترة القصيرة بمقياس الزمن، لكنها كانت تعني لي الكثير.
كيف أكون أسقفاً بشكل آخر مختلف؟
تعجب بعض أصدقائي آنذاك أني وافقت على تقبّل هذه المهمّة وسألوني: هل يمكنك أن تسهم بإجراء إصلاح حقيقي، لا في أبرشيتك فقط بل في مفهوم الأسقفية، أو على الأقل في ممارستها، أكثر من حياتك كراهب دومنيكي؟
ملاحظاتي هذه شخصية، تأملية، كنسيًة، وحتى لاهوتية، وسأشير إلى بعض جوانب هشاشة السلطة الأسقفية كما يمكن أن تلاحظ في عالم اليوم.
لم أندم على قبولي الخدمة الأسقفية، فرئيس الدومنيكان العام قال لي حينها: “إنها خدمة للكنيسة، وعليك أن تقبلها إذا دعيت إليها”. كان أمامي قبول مزيد من المتطلبات الكنسيّة، لكن بلا تبرير لاختلال المؤسسة فيها، ولفت الانتباه إلى نقاط مجهولة أو منسيّة في الحياة الأسقفية، كوني قبلا كنت بعيدا عن الحياة الرعوية.
الأسقفية كرامة وعبء
في نظر اغلب المؤمنين – بما فيهم المقرّبين للكنيسة- الأسقفية كرامة وترقية وتكريس يحتفل بها الشعب المؤمن بفرح فيه الكثير من البراءة! لكن في هذا الزمان الذي يتخلله العديد من العقبات في حياة الناس وحياة الكنيسة، بدأ البعض في اعتبارها عبئًا ثقيلًا قبل كل شيء.
أتذكر الآن أن عددا من كهنتنا الأفاضل، من الجيل الذي سبقني، رُشِحوا لكنهم رفضوا قبول الأسقفية معتذرين عندما اكتشفوا حجم المهمّة، لعلهم خافوا عواقب قبولهم. غيرهم صار أسقفا، لكنه طلب التقاعد قبل بلوغه الخامسة والسبعين، أو طلب إجازة لبضعة أشهر. الإرهاق يتربص بالأسقف ويكشفه، ولعله يحدّ من قدرته على التحمّل، والصعوبة موضوعية وجديّة في ممارسة رسالته. حتى أن البعض يخطط للتوقف عن المشاريع خوفا من قرار يضعه أمام مسؤولياته.
في الأيام التي تلت رسامتي الأسقفية، وجدت نفسي في أبرشيتي، في حياة تختلف تماما عن حياتي كراهب دومنيكي على مدى 40 عاما، تقلبَت بين الدَرس والتعليم والنشر وإدارة مجلة “الفكر المسيحي” أي كنت أتعامل خصوصا مع الفكر والأفكار بحيث أنسى نفسي 15 ساعة باليوم أحيانا أمام حاسوبي. أما أنا كأسقف فقد واجهتُ الأمور من ثلاث زوايا رعوية مختلفة: إعلان الإنجيل، الليتورجيا والأسرار، وخدمة المسيح في إنسانية هذا العالم.
يبدأ الدستور العقائدي “الكنيسة في عالم اليوم” بهذه الكلمات: “الفرح والرجاء، وحزن أبناء هذا الزمان وضيقتهم، ولا سيما الفقراء منهم وسائر المرهَقين، إنما هي فرح تلاميذ المسيح وأملهم، وحزنهم وضيقتهم، وليس هنالك شيء انساني في الحقيقة إلا له صدى في قلوبهم. فجماعتهم تقوم على أناس يجتمعون في المسيح، وبقيادة الروح القدس يسيرون إلى ملكوت الآب، ويحملون رسالة خلاص يعرضونها على الجميع…”. تجد هذه الكلمات صدى في قلبي كأسقف. إذ من الأهمية بمكان أن يرتجف مّما أسمعه من آلام الناس وينعكس على قراراتي، وقد اتضح ذلك عبر السنوات التي تصدّت فيها أبرشيتنا لنتائج “مأساة داعش” والعوائل النازحة وطلاب جامعة الموصل ممّن لجأوا إلينا… كانت مشاريع عاجلة علمتني أن أفكر بهم وأجد حلولا، ثم جاء بعدها دور المشاريع طويلة الأمد، وكان عليّ أن أجد “بالرؤية” لأبعد من الآن الذي يحاصرني أحيانا كثيرة ويكاد يُغرقني.
الأسقف، يعمل مع ما يشبه “دمية روسيّة”
في سفرة إلى روسيا عُدتُ بلعبة يسمّونها “بابوشكا”، من خشب تفتحها لتجد لعبة أصغر منها وهكذا قد تصل إلى سبعة، كنتُ أتأملها لأنها تكشف مهمّتي في الواقع وتداخل المتطلبات والاختيارات التي عليّ القيام بها، مع شعوري أني من دون أي إعداد رعوي حقيقي محدّد لواجباتي الجديدة. لذا كان عليّ الاعتماد على مهاراتِ كهنتي والشمامسة والأخويات والمؤمنين، وفي البداية تريثت لاكتشاف جغرافيا أبرشيتي وتاريخها، مع أجندات التوفيق في المحيط الأصغر ثم الأوسع، ولعبة المزاجيات العزيزة على كثيرين في شرقنا، والتوازنات الدقيقة، وتحسين ومتابعة ما يجب ان أعرفه من “دمارات” شعبي لتحسينه، والملفات الثقيلة التي ينبغي إدارتها، وروابط العلاقات وحمايتها من الوقوع في المجاملات الفارغة وخلق حلقات مقرّبة قد تتحول إلى “سور” يحيط بي ويفصلني عن البقية، ما عدا عبء العمل المتزايد والملتزم وتصنيف الأولويات، يضاف إلى ذلك مسؤوليات اجتماعية تحتاج التحمّل والصبر، كنت أراها بمثابة ديون عليّ تأديتها.
كان يجب عليّ كأسقف حل الخلافات دون انحياز، تلك التي تُعرض عليّ لكنني غالبًا فضّلت أن يشاركني الكهنة في المهمة، كيلا أكون لوحدي، فهي دائمًا مرهقة وتأكل وقتنا الثمين. هكذا، علمني تاريخ الكنيسة أن الأسقف الأبرشي نوعًا ما يشبه تلك “الدمية الروسيّة”، عليّ أن اتحمل كل شيء، وأقرّر وأخطط لكل شيء يكمن آخر وراءَه. تعلمت حقًا أن الوقاية خير من العلاج.
ينال الأسقف سلطة من المسيح من خلال الرسامة (وضع اليد)، لكن سرعان ما يتعرض لخطر الرغبة بمواجهة كل توقّعات الذين من حوله، ليصبح “حلاّل المشاكل”، ما قد يدفعه إلى ممارسة السلطة بقوّة وبشكل مباشر. والحال، لا أعتقد أن هذه هي سلطة الأسقف، فاسمه باليونانية episcopus أي “مراقب عمل”، عليه فقط أن يهتم بفاعلية كلمة الله وخدمتها، لا خدمة الداخل فحسب، جماعته، كي يجعلهم في فقاعة، بل أن يخرجهم لتصير الكنيسة شاهدة بمثالها لمن هم خارجها، أما تسيير الأمور بالإدارة والأموال والعقارات فهذه بسيطة وعادية لا ينبغي أن تحجب الهدف الأساسي والبعيد.
برود وتثبيط رعوي في وجه التقصير
قد يستسهل بعض المؤمنين الكلام على الكهنة والأساقفة، بحق أو بغير حق، فيما يعنيهم أو لا، وأقول لهؤلاء: على عكس ما تعتقدون، فغالبا “العين بصيرة واليد قصيرة”، علينا أن نطيع نحن أيضا ولدينا قيود موضوعية مثل: قلة عدد الكهنة، تقليص الموارد المادية، وخصوصا “الفردانية” التي تتفشّى كمرض “الغنغرينا” حتى في أحسن العوائل. تعلمتُ كأسقف هذه “الطاعة للواقع”، لعل بفضل كوني دومنيكيا ولأني درست في فرنسا، هذا البلد الرائع أجبرني على التكيّف والتحمّل وقبول الاختلاف، صرتُ أتنفس برئتين: ثقافتي العراقية والثقافة الأخرى. أما خبرتي بالحياة الجماعية فالرهبانية علمتني إياها فاستفدت منها كأسقف من قبول أخطائي وأخطاء العاملين معي، حتى في طريقة الإشراف والمرافقة الروحية، فالهشاشة والضعف يهدّدان الكل وأن الكل معرض للاكتئاب أو أي مرض خطير، نفسيا وجسمياً وحتى روحيًا!
مع بداية القرن 21 دفعت شؤون مختلفة كثيرا من الأساقفة إلى السكوت على الفضائح التي قورنت “بوضع الزبالة تحت السجادة”، جاء التحوّل عندما فرض عليهم البابا الاستماع إلى جميع الضحايا و”محاربة أشكال العنف والاعتداءات الجنسيّة وإساءة استخدام السلطة والضمير”. هكذا يتمّ التأكيد اليوم أكثر فأكثر على هذه المسؤولية الجديدة، بعد التقارير المحزنة، لكن هذا الثقل الجديد في خدمة متراكمة الأعباء هو أمر ضروري لصالح الضحايا. نتج عن هذه الأمور لدى البعض شعور بالذنب لدرجة تحطّم لديهم أحيانا فرح الإنجيل والاندفاع الإرسالي، ما أدى إلى شكل من أشكال الحموضة (الأسيديا) الأسقفية. كما أنه صحيح أن الإرهاق المؤلم، وغير المشبَع قد يؤدي إلى مثل هذا الإحباط الرعوي. فأصبحت مهمّة الأساقفة أكثر ضعفًا وهشاشة، حالهم حال مجتمع اليوم كلِه وفي كل مكان.
عيوب في المنهجيّة الكنسيّة
أوليت منذ 40 عاما أهمية لعلم “المنهجية” وأدخلته في مواد التدريس في معاهدنا والكليات، فأصبح أمرًا عاديا مع كل ما يتبع المنهجية من إحصاء وتوقّع وحسابات، وغالبا النقص فيها يبرّر لدى البعض تهجّمهم على الكنيسة، فيأتيها النقد من جميع الجهات كمؤسسة، بحيث كثر ضغط جماعات المعارضة والاحتجاج والمطالبة بالإصلاح التي غالبا لا أحد يعرف من أين تبدأ ولا كيف، لكن كثرة اللغط قد يُحدث ردود فعل أخرى: كالانسحاب، وقلة الدعوات وزيادة الانغلاق على الذات، الصدمة، الحزن، الأجوبة الخرقاء، والغلوّ السطحي المتفاقم. فيعانى أساقفة كثيرون، بسبب عزلتهم وعدم تحذيرهم من كل هذه النتائج. إنها برأيي آثار عيوب نقص العمل المنهجي، والأخطر أن يحاول الأسقف حماية نفسه وإبراء ذمّته، وإخراج نفسه من كل مسؤولية. أليس هذا ما يريد تحقيقه البابا فرنسيس من مشروع السينودالية؟
كان يسوع قد حذّر الجميع (ومنهم الأساقفة): “من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني” (متى 10: 38). درب الصليب حقيقة لا أحد يفلت منها، إذا ما أراد اتّباع الرب حقًا، الذي لا يتجاهلنا فيقول: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، احملوا نيري وتتلمذوا لي…” (متى 11: 28). من المؤكد أن العديد من الأساقفة لا ينبغي أن نشفق عليهم، ولكن هناك إشارات واضحة إلى أن خدمتهم وحياتهم هي أحيانًا في خطر، أو على جانب الطريق، كالمجروح، نحتاج إلى سامريّ حنون. ولا أحد يعرف من هم قطاع الطرق اليوم! قد تكون الكنيسة هي التي تضطهِد أبناءها فيعانون… وأحيانًا يأتي العالم لمساعدتهم! وهذا الدور علمتني إياه الثقافة والعلوم الإنسانية، نظرة أخرى مفيدة لا أنكرها.
الأسقف رجل اتصال للمجموعات التي لا يمكن التوفيق بينها
إضافة إلى المهام الأسقفية الرئيسية الثلاث أعلاه، هناك إشكالية عصر شبكات التواصل الاجتماعي والعولمة. تعالج بتقوية الشراكة الداخلية للكنيسة. فتلك الشبكات تتحدانا وتمثل صعوبة في توحيد الكثيرين من ضحايا البعثرة السياسية، بأحزابها، والفكرية بنسبويّتها وتباينها والدينية والكنسيّة وحتى الطقسية…
في غياب أماكن الحوار، مؤسّسة كانت أو لا، غالبًا ما يكون الأسقف الأبرشي هو المحاوِر الوحيد لمجموعات لا يمكن التوفيق بينها. فيجد نفسه ممزَقًا ومستهدَفًا من قبل من يهمس خلف ظهره. هنا التحدّي ثقيل. قد تكون الزمالة الأسقفية البسيطة نعمة، في السينودس مثلا، لكنها لا تكفي لتهدئة قلق الأسقف في جسده ونفسه وروحه. هنا تصبح ممارسة فضيلة “روح الفكاهة والنكتة والاسترخاء”، مِلحًا يطيّب طعم الحياة بقدر ما يكوّن حيويًا لديه.
تغيير في مدّة الأسقفية
من بين التلاميذ الذين قمتُ بتدريسهم خلال ثلاثة عقود هناك حوالي عشرة (من مختلف الكنائس) سبقوني في الاسقفية، أي إني جئت نوعا ما متأخرا، ما سيقصّر مدة أسقفيتي. هذا طبيعيّ جدًا، فالإحصائيات اليوم في العالم تتراوح بين 15 و30 عامًا بحسب عمر الأسقف لدى تعيينه (بين 45 و60 عامًا). البعض يراه طويلا وثقيلا؛ والآخر يطالب بإجراء تنقلات أكثر لإعطاء حيويّة لأسقفيّتهم وأبرشياتهم.
لا يزال لديّ إذن سنة ونصف متبقية قبل تسليمي المهمّة لغيري – إذا منحني الرب حياة وصحة. من المعتاد أن تُعهد الأبرشيات المأهولة بالسكان لأساقفة من ذوي الخبرة، وبالتالي الأكبر سنًا. وما كان يبدو بديهيًا قبل عقود لكنه ليس كذلك اليوم. لذا فضل بعض الأساقفة المتقاعدين أن يعودوا كهنة بسطاء مرّة أخرى! ففي مواجهة المتطلبات الكثيرة، يصبح من الصعب التكيّف للجيل الجديد والتأمل في كلمة الله وخدمة الإنجيل، وهي المهمة الأولى اليومية، لذا فالإخلاص لمهمّتي الأساسية كأسقف تتمثل في استقبال كلام الرب ونقله.
غالبا ما يكون التعب “خفيًا”،
يقول أطبائي عنّي إني من النوع “نفسي –جسماني” psycho-somatique، أي، وإن سيطرتُ على قلقي لكن النتيجة ستظهر في جسمي، هل يمكن لي أن أكون أسقفًا بخلاف ذلك؟ تعزيتي أني قبل صلاة الأبانا في القداس الكلداني نقول كلمة “بالدالة التي أعطينا” باريسيا Parrhesia، أي يمكنني الكلام بلا حواجز مع الآب، فأتحرر وأرى حلولا ذكية يمكن أن تؤدي إلى إصلاحات وتحوّلات أو تغييرات كنسيّة وحتى لاهوتيّة.
مع ذلك، من دون الإفراط في المثاليات الروحانية، من الضروري أن أجد الموقف الأسقفي الصحيح الذي يجعل شغف الإنجيل عندي مليئًا بقيامة المسيح. فبولس يقول “لقد قمنا مع المسيح” (قول 3: 1)، والحياة الأبدية تسكن فينا وفي خدمتنا بالفعل. وغالبا أقول للمسيح ما يقوله الناس عندما يخدموني: “تعبَك راحة”. تعَبُه بإعلاني الخلاص الذي منحه للعالم يصبح راحتي.
وبالمثل، فإن حوار المصالحة بين القائم من بين الأموات مع سمعان بطرس يعطيني لمحة عن الرسالة المتجدّدة على طول الخط لخدمتي وحياتي. القائم هو الذي جعلني أسقفا مع إخوتي، وقبلني كما أنا. لا ينبغي أن أكون منقسما: من جانب خادم للسر ومن جانب آخر كإنسان عادي. يسوع القائم صار كل شيء في حياة سمعان “بن يونا”، تواصل معه بالكامل، صار هو هويّته وليس فقط معه كبطرس الذي أنكره يوما ما.
الخاتمة: “أنا مستعد لكل شيء”
أخيرًا، أكثر مادّة درّستُها في حياتي هي “لاهوت الكنيسة”، أي لاهوت قراءة العلامات. بالنسبة لي علامة زماننا في هذا الضعف أي هشاشة الكنيسة ومنها نحن الأساقفة. لكنه ضعف لا يمنع النشاط والرغبة العميقة باتباع المسيح وإرشاد شعب ينتمي إليه. الأسقف هو “إرسالية على هذه الأرض” (البابا فرنسيس، فرح الإنجيل، فقرة 273). التغيير الجاري في عصرنا يقودنا إلى قبول تغيير كنسيّ وخدميّ عميقَين.
يوم أعلن البابا فرنسيس “شارل دي فوكو” (1858 – 1916) قديسًا في 15 أيار الماضي، كان بالنسبة لي عيدًا، لأني أكنّ لهذا الرجل عاطفة حقيقية منذ صغري، شخصيته تختصَر كلها تختصر بصلات يسوع على الصليب: “أبتِ إني أسلم لك ذاتي” ويكمِل دي فوكو: “إفعل بي ما تشاء، إني مستعد لكل شيء”. إنها الجهوزية، تتعلق بأن أكون في مهبّ الروح القدس، تمنعني كأسقف أن أكون راديكاليًا متعصبًا، صاحب مواقف متحجرة مناهضة للواقع! الأمر متروك لي لأكون يقِظًا، ساهرًا ومنتبهًا لغير المتوقَع، أي “ما لم تره عين ولم تسمع به اذن ما أعدّه الله للذين يحبونه، وكشفه الله لنا بالروح” (1 قور 2: 9-10). قد يحدث لي كأسقف، ألا يفهمني الرأي العام، أن أعاني من طمس ما قمتُ به من نشاط ومنجزات… لكن اختفاءَها في الرب سيجعلها تظهر، ولو بعد حين “فتثمر ويعطي بعضها مائة، وبعضها ستين وبعضها ثلاثين” (متى 13/23). فيعاد اكتشاف معناها الأساسي المتمثل بكونها خدمة وشهادة له هو وحده راعيّ الصالح: يسوع المسيح الحي للأبد.
كركوك