السينودسية، شركة ومشاركة في القرارات والقضايا الكنسية
إعلام البطريركية - المطران باسيليوس يلدو
بعد أيام قليلة وبالتحديد في بداية الشهر العاشر (أكتوبر 2023) سوف يجتمع سينودس الاساقفة في روما – الفاتيكان حول موضوع السينودسية التي تعني السير معاً، وسوف يشارك به قداسة البابا فرنسيس مع اصحاب الغبطة والنيافة والسيادة البطاركة والكرادلة والاساقفة وكذلك بقية الاكليروس والجمعيات الكنسية والعلمانيين من الرجال والنساء والشباب، وبهذا يكون هذا اول سينودس من نوعه يشترك فيه كل المؤمنين في تقرير حالة الكنيسة وتوجهها المستقبلي.
في كل مرة يعقد سينودس الاساقفة الدوري في روما يكون له موضوع محوري مثل: سينودس العائلة او عن موضوع التوبة او عن الرحمة أو عن الشباب او … ولكن هذه المرة سيكون الموضوع: “من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة”، موضوع متشعب ويشمل كل الفئات.
سينودس الاساقفة يختلف عن بقية اللقاءات والاجتماعات التي تجري في الفاتيكان او الدول الاخرى فالسينودس يقوم على الصلاة والإصغاء لصوت الروح القدس، هو اجتماع للسير معاً وتبادل الخبرات وتعميق العلاقات والاصغاء والتمييز الذي نحتاجه اليوم لرؤية عالمنا المعاصر.
احيانا يستمر السينودس ايام او اشهر او سنة واكثر ويكون على مرحلة واحدة او عدة مراحل كما نرى مع السينودس الحالي حول السينودسية، مرحلة محلية وقارية، وفي النهاية، دورتان للجمعية السينودسية، لأنه مسيرة نحو الإجماع، وكذلك مشاركة أكبر عدد من المؤمنين لدراسة النتائج والاستفادة من الوثائق التحضيرية التي تمت في المرحلة المحلية والقارية، وهنا اذكر الجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط الّتي جمعت العائلة الكاثوليكيّة بكنائسها السّبع في بيت عنيا – حريصا، لبنان على مدى أسبوع من 13 حتّى 17 شباط 2023 والتي تركّزت على الصّلاة والتّمييز الرّوحيّ والتّفكير معًا وتسليط الضوء ما برز في مرحلة المشاورات الأولى في الكنائس المحلّيّة من خبرات وخُلاصات.
عالم اليوم يشهد أزمات كبيرة وعميقة منها البيئية والاقتصادية والصحية والسياسية …… الخ، ولا يمكن للإنسان ان يخلص لوحده بل مع الاخرين كما قال البابا فرنسيس (وثيقة، عدد 5)، حيث يرى قداسته في هذه الازمات “علامات ازمنة” يجب على الكنيسة مجتمعة من احتوائها وقراءتها وتفسيرها على ضوء رسالتها للوصول الى “السير معا” لا فقط كمسيحيين بل مع اخوتنا في البشرية لإيجاد حلول مشتركة واتخاذ القرارات المناسبة للقضايا التي تواجهنا جميعاً.
تبقى الغاية من هذه الاجتماعات هو كيف ننشئ اشخاصاً وخاصة الذين يشغلون مناصب، لجعلهم اكثر اهلية على السير معاً من خلال الحوار والاصغاء المتبادل والتمييز ، وبالتالي الشركة والمشاركة بالقرارات والقضايا المهمة وخاصة في الوقت الراهن مع التحديات التي تواجه الكنيسة.
لنصلي من اجل نجاح هذا السينودس، ليأتي بثمار روحية للجميع لعيش رسالتنا بشركة ومشاركة.