البطريرك ساكو: مَثَلْ الحنطة والزؤان يشير الى أن الله يمهل ولا يهمل، هذا إيماننا ورجاؤنا
الأب أفرام كليانا
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الأحد مساء 17 أيلول 2023 في كابيلا المعهد الكهنوتي بعنكاوا. عاونه المطران مار ميخائيل نجيب، والمطران جاك مراد، رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك للسريان الكاثوليك، والأب أفرام كليانا مدير المعهد الكهنوتي وحضره عدد من المصلين.
قال غبطته في موعظته
استذكرنا البارحة مرور 54 عاما على مجزرة بلدة صوريا في قضاء زاخو، حيث قتل في 16 أيلول سنة 1969، 39 شخصا وجرح 22. 25 منهم مسيحيون 14 مسلمون.
من المحزن أن يقتل ويجرح كذا عدد من الأشخاص الأبرياء من دون أية مساءلة عن دورهم في انفجار لغم في طريق القافلة العسكرية.
الى اليوم المجرمون في بلدنا أحرار لا يحاسبون إلا العاديون منهم. الامور لن تستقر من دون دولة قانون وعدالة ومواطنة، دولة تحترم حقوق الناس وتحمي حياتهم وكرامتهم.
في هذا القداس نصلي من اجل راحة أنفس هؤلاء الشهداء مسيحيين ومسلمين ومن اجل عائلاتهم. ونذكر أيضاً الأب بولس الهوزي الذي توفي الجمعة الماضية عن عمر ناهز 91.
القراءة الأولى: من سفر إشعيا (32/ 1- 8) تخبر عن الملك العادل ويرمز الى العدل الإلهي.
والثانية: من الرسالة إلى أهل فيلبي (1/ 12 – 21) تصف المضايقات التي واجهها بولس في سبيل الإنجيل، وبقاءه أمينا الى النهاية: “حياتي هي المسيح”. ونحن نبقى أيضاً صامدين امام المعتدين.
والثالثة: من إنجيل متّى (13/ 24 – 30) تنقل مثل الحنطة والزوان، المسيحي يتمسك بايمانه وأخلاقه مهما كانت قوة الشر.
الحنطة ترمز الى الخير، وهي إشارة الى يسوع والتلاميذ الذين تبعوه في بيئة غير مستقرة لان الأشرار- الزوان يحاولون إيذاءهم حتى في صغائر الحياة اليومية، والتسلط عليهم، مثلما الوضع عندنا اليوم، لأن يسوع والتلاميذ ولا نحن نسايرهم.
يؤكد يسوع أن ملكوت الله، الخير والحق والعدالة ينمو باستمرار بالرغم من أكاذيب ومقاومة الأعداء. كما حصل قبل أيام في زيارة مفبركة للبابا لرئيس ميليشيا معروفة، كيف انقلب السحر على الساحر. هكذا فعلوا بيسوع وتلاميذه، لكن الله أقامه حياً ممجداً ….
يسوع زرع شيئاً جديداً مثمراً في البشرية، بالرغم من مقاومة الأعداء. هؤلاء لم يفهموا إن هذا الزرع الجديد الحنطة هو عطية الله، بينما الزوان شرهم هو من فعل الشرير. هؤلاء الأشرار لن يتركوا أثراً إيجابياً في تاريخهم.
يذكر يسوع مثل حبة الخردل الصغيرة ـ كيف نمت شجرة كبيرة تظلل كثيرين. كلام رمزي، إذ الصغير ليس بالمعنى الضعيف بل بمعنى الفعال والمبدع والمثمر. الكنيسة خصوصاً الكلدانية تركت بصمة عميقة عند العراقيين من خلال المساعدات التي قدمتها لهم ودفاعها عن حقوق الإنسان والمواطنة، والدليل هو تضامنهم معها ودعمهم لها أمام أزمه سحب رئيس الجمهورية من دون مسوغ دستوري من الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية من دون ادراك تداعياته، سوف يذكرها التاريخ.
بكل بساطة يدعونا الإنجيل الى أن نكون حنطة، أي تلاميذ للمسيح، مصممين على اتباعه بثقة والحفاظ على إيماننا وجائنا حيًا، وسط الهجمات التي يوجهها الأشرار. هذا الإيمان هو المحك.
في ختام القداس اعطى المطران مراد شهادة عن خطفها سنة 2015 من قبل داعش في سوريا وبعد معاناة وصلاة انقذه الله.