كنيسة مغلقة ببغداد تأوي عوائل مسيحية والبطريركية الكلدانية بصدد بناء مجمع سكني
عنكاوا كوم/بغداد/14-3-2022
لازالت كنيسة ام المعونة الواقعة في بارك السعدون وسط بغداد تحتضن مسيحييها رغم غلقها منذ سنتين أثر تفشي فايروس كورونا وتراجع باعداد اتباع الديانة المسيحية في العراق نتيجة الهجرة.
وتعد الكنيسة التي تم تشييدها مطلع ستينيات القرن الماضي وافتتاحها عام 1964 احدى الكنائس الكلدانية التي ارتادها الاف المسيحيين حتى ايقاف اقامة المراسم الدينية فيها بأمر من البطريركية في ربيع عام 2020.
عند ركن الكنيسة التي تسكنها (4) عوائل مسيحية، بسطية صغيرة على الرصيف يستخدمها "ابو مريم" لبيع الدبس والراشي المصنع في قره قوش لكسب دخله المحدود منذ أن سكن هو وزوجته في ملحق يضم غرفة نوم ومطبخ داخل الكنيسة.
ويقول ابو مريم في تصريح لموقع عنكاوا كوم "جئنا الى الكنيسة في عام ٢٠١٩ بسبب ضعف امكانيتنا المادية وفي حال طلب منا مغادرتها سيصعب علينا دفع اجور السكن، لكن لحد الان لم يبلغنا احد بالخروج".
وعلى سطح الكنيسة المغلقة غرف تقطن فيها ٣ عوائل تجمعهم القرابة لشماس مع زوجته ووالدته المسنة واخته، فضلا عن عائلة أبنه (٣ افراد) وأبنته الارملة.
يعمل الشماس المتقاعد الذي سبق وان تم تهجيره من منطقة الدورة سنة 2007 كحارس للكنيسة منذ 4 سنوات وتهتم عائلته بتنظيف الكنيسة بين فترة واخرى.
ويذكر حارس الكنيسة ل "عنكاوا كوم"، ان قلة المسيحيين في منطقة بارك السعدون ادى لغلق الكنيسة لكنه يستجمع ذاكرته ويقول "ربما يوجد الان قرابة 30 عائلة مسيحية فيها".
بناء مجمع سكني للمسيحيين
بجوار الكنيسة بيت قديم ضمن املاكها مساحته 800 م كان متروكا لمدة وجيزة، وفي الوقت الحالي تسكنه عائلة مسيحية تكفلت باصلاحه وتاهليه، وفيما مضى كان البيت ماؤى للنازحين وقبلها تحول الى مستوصف خيري بادارة راهبة تدعى كارولين.
ومن بين ما يتداوله القريبون من الكنيسة يتضح إن البطريركية الكلدانية تنوي بناء مجمع سكني للمسيحيين على ارض البيت وجزء من مبنى الكنيسة وبدعم مادي من الفاتيكان، لكن المشروع لازال بانتظار صدور الموافقات الرسمية للبناء، بحسب ما أكدته البطريركية.
جيران كنيسة من المسلمين لهم رأي ودراية بموضوعها اذ يقول صباح هاشم حسين "لواء متقاعد" في حديث لعنكاوا كوم، "نسكن مقابل الكنيسة منذ ٥٠ سنة ونشعر بالارتياح لوجودها في شارعنا وفي ذات الوقت لدينا تحفظ على إقامة مجمع سكني بعشرات الشقق خشية من تحوله الى مشروع تجاري مستقبلا في ظل استمرار هجرة المسيحيين.
ويضيف "لازلنا نحتفظ في البيت بصور تذكارية قديمة بالابيض والاسود وانا واقف جنب الكنيسة".