قصص من الماضي - السمك المسكّوف في اليمن
قبل اكثر من عشر سنوات كتبت في مواقعنا الالكترونية سلسلة من "قصص من الماضي" ويعجبني ان اعيد نشر قسم منها، ففي إعادة قراءتها متعة وابتسامة.
هذه واحدة من تلك القصص:
السمك المسكّوف في اليمن
صادف عيد الاضحى المبارك (1999) ليكون خمسة ايام عطلة متتالية وانا اعمل في اليمن السعيد , في مدينة تاريم في محافظة حضرموت شرقي اليمن, فقررنا نحن المهندسون غير اليمنيين (عراقيين واردنيين ومصري) بقضاء عطلة العيد على البحر في ميناء المكلا (350 كيلومتر جنوبا) , فذهبنا بثلاث سيارات لنلتقي بعراقيين آخرين فيهم اساتذة جامعة المكلا مع عائلاتهم . اتفقنا ان نلتقي على شاطئ البحر الساعة 12 وكل يجلب معه "الغداء" وكان لدينا عدة "مناقل الكباب" مع "الشياش" واقترحت انا ان نذهب الى موقع بيع السمك لناخذ سمكا للمسكوف. فذهبنا واستعرضنا السمك المعروض للبيع فلم نجد في ذلك اليوم غير سمك التونا, وهذا النوع اصغر ما موجود منه هو نصف متر واكبره متران!!! ولكننا كنا مصممين ان ناخذ ولو واحدة لعمل المسكوف على البحر, فاشترينا سمكة واحدة "صغيرة" 50-60 سم, وقلت للسماك : افتحها للمسكوف , فبدا بفتح بطن السمكة, فقلت له: افتحها من جهة الظهر , فضحك هو وجميع اليمنيين الحاضرين , وقال : هل انت تمزح ام تمتحنني ؟؟ انني افتح السمك منذ ثلاثين سنة!!! فقلت له: اعطني السكين وانا افتحها كما نفعل نحن العراقيون , ففتحتها على طولها من جهة الظهر ونظفت ما في داخلها واخذت الفاس وفتحت الراس ففتحتها لتكون مهياة "للسكف" وطلبت منه ان يغسلها فشكرني على تعليمه " الطريقة العراقية" لفتح السمك. اخذنا السمكة الى فرن الصمون الحجري فشووها لنا واخذناها الى الشاطئ حيث نصبنا مناقل الكباب والتكة على الفحم حيث تجمهر حولنا (ولكن من بعيد) اليمنيون لمشاهدة : الكباب, والمسكوف, والسيدات العراقيات بوجه غير مغطى!! في اليوم الثاني مررنا الى محل بيع الاسماك ليس للشراء وانما ضمن جولة في مدينة المكلا قبل مغادرتها فوجدنا بان جميع السماكين عندما يبيعون السمكة يسالون الشاري: اتريدها مفتوحة على الطريقة العادية ام على الطريقة العراقية؟!!!!!
المهندس جرجيس يوسف الساعور/2009