السفير البابوي في كينشاسا يحدثنا عن الأجواء السابقة لوصول البابا فرنسيس
Vatican news 31-1-2023
عشية بداية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في كينشاسا المطران إيتوريه باليستريرو الذي سيرافق البابا خلال محطته في العاصمة الكونغولية، مع العلم أن السفارة البابوية ستستضيف يوم غد الأربعاء اللقاء المنتظر بين الحبر الأعظم وضحايا العنف في المناطق الشرقية، على أن يلي اللقاء حوار بين البابا ومتطوعي الجمعيات الخيرية والأشخاص المستفيدين من خدماتها.
قال سيادته إن البابا سيلتقي ضحايا العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وهؤلاء يمثلون الأبرشيات التي عانت أكثر من سواها من أعمال العنف، مضيفا أن فرنسيس سيصغي إلى شهادات تقدم صورة عن واقع البلاد وأكد أن هؤلاء الأشخاص وقعوا ضحية العنف وعلى الرغم من ذلك إنهم مستعدون للمسامحة. وتحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن وجود نهر كبير من الحقد والعنف في البلاد، ولا بد أن ينصب اليوم في بحر كبير، تماما كما يفعل نهر الكونغو، في بحر العدالة المطلوبة وبحر المصالحة.
عن لقاء البابا مع متطوعي الجمعيات الخيرية قال المطران باليستريرو إن اللقاء المرتقب يعكس حضور الكنيسة في كل بيئات الحياة الاجتماعية والتربوية، موضحا أن نسبة أربعين بالمائة من المرافق الصحية في البلاد تديرها الكنيسة والهيئات الكاثوليكية، كما أن سبعة ملايين تلميذ تقريباً يتابعون تحصيلهم العلمي في مدارس رسمية تديرها رهبانيات كاثوليكية. وسيشهد لقاء البابا – مضى سيادته قائلا – مشاركة عدد من الأشخاص المعوقين ومرضى الأيدز، والصم والبكم، الذين سيصلون مع البابا، لافتا إلى أن الصلاة هي شكل سامٍ من المحبة، كما أن عددا من الأطفال المكفوفين سينشدون الأناشيد، وآخرين سيقدمون شهادتهم بشأن الرعاية التي حصلوا عليها بفضل عمل الجمعيات الخيرية الكاثوليكية. وأكد سياته أن هذا الحدث سيساعدنا على أن نكتشف أن المحبة تُعاش ولا تقتصر على الكلام وحسب.
في سياق حديثه عن ساعات الانتظار الأخيرة التي عاشتها كينشاسا قبل وصول البابا قال السفير البابوي إن الاستعدادات بدأت منذ أسابيع وقد شارك فيها عدد من الشبان العاطلين عن العمل والذين يمضون وقتهم عادة في الطرقات والحانات والكازينوهات. وأضاف أن الناس في الشوارع يرددون الأغنية التي أُعدت خصيصا لمناسبة زيارة البابا، هذا فضلا عن انتشار الملصقات في كل مكان، وقدوم العديد من المؤمنين من مختلف أنحاء الكونغو وحتى من البلدان المجاورة.
بعدها قال سيادته إن حضور البابا في البلاد يشكل مصدر عزاء كبير للسكان، لأن الكونغو بلد يتألم، وهو ضحية كم هائل من العنف، ويشعر أن زيارة البابا هي بلسم لجراحه العميقة جدا. وتحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن وجود جماعة كاثوليكية محلية تريد أن تعطي فسحة لله في حياتها، لكنها تحتاج إلى دفع من البابا كي تتمكن من التوفيق بين الإيمان المعلن والإيمان المعاش. ومن هذا المنطلق – ختم السفير البابوي حديث لموقعنا قائلا – يمكن لزيارة الحبر الأعظم أن تشكل حدثا هاماً يحصل من خلاله المؤمنون على التوجيهات من أجل الكرازة بالإنجيل بطريقة أفضل وأكثر عمقاً.