الهورار الذي تقلده البابا فرنسيس في بغديدي تحفة فنية لا تثمّن
كرملش منبر العراقيين
بمَ يتميّز البطرشيل البغديدي المُهدى إلى البابا فرنسيس في زيارته التاريخيّة للعراق؟
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
بغداد, الثلاثاء 14 مارس، 2023
https://www.acimena.com/.../bma-ytmywz-albtrshyl...
في ختام صلاة البابا فرنسيس في كاتدرائيّة سيّدة النجاة ببغداد يوم 5 مارس/آذار 2021، ضمن فعاليّات زيارته التاريخيّة للعراق، تقلّد الحبر الأعظم بطرشيلًا مفعمًا برموز إيمان مسيحيي بغديدا وتراثهم ومصنوعًا بأيديهم، مخيطًا من قماش الشال التقليدي المنسوج يدويًّا باللونين الأسود والأحمر ومطرّزًا بخيط ذهبي اللون. وعاد بعد يومين وتوشّح بالبطرشيل البغديدي، وهو يتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين البغديديين في كنيسة الطاهرة الكبرى ببغديدا.
تميّز هذا البطرشيل بالكتابات المنقوشة عليه، فقد طُرِّزَت على إحدى نهايتَيْه صلاة الأبانا وعلى الأخرى السلام الملائكي، وكلتاهما باللغة السريانيّة وبالخطّ الأسطرنجيلي. كما زيّنته رموز مسيحيّة أخرى كالصلبان التي تحاكي في شكلها صليب كنيسة الطاهرة الكبرى ببغديدا/قرةقوش المُعَمَّرَة إثر التحرير بأيدي أهلها بعدما خرّبها تنظيم داعش الإرهابي إبّان سيطرته على المنطقة، في إشارة إلى تجذّر المسيحيّة وثباتها.
إلى جانب تلك النقوش، هناك سنابل حنطة وعناقيد عنب ترمز إلى القربان خبزًا وخمرًا، فضلًا عن سعف النخيل كرمزٍ وطني دالٍّ على العراق وطنًا وشعبًا.
وساهمت مجموعة من البغديديين والبغديديّات في تصميم هذا البطرشيل وحياكته وخياطته ونقشه ليكون هديّة مميّزة للبابا فرنسيس وتذكارًا من قرةقوش التي خصّها البابا بأن تكون ضمن محطات زيارته في العراق.
وكان البابا فرنسيس قد اتّشح ببطرشيل آخر من العراق حينما لبس لدى ترؤسه صلاة تكريم شهداء الإيمان الجدد بروما في العام 2017 بطرشيلًا أحمر يحمل صليبًا مشرقيًّا من ذخائر الأب الشهيد رغيد كنّي الذي اغتاله إرهابيّون بالموصل يوم الأحد 3 يونيو/حزيران 2007 أمام باب الكنيسة بعد احتفاله بالقدّاس مباشرةً.
الجدير بالذكر أن البطرشيل كلمة عُرِّبَت عن اليونانيّة لتدلّ على وشاحٍ يلبسه الشمامسة والكهنة حول العنق كجزء من اللباس الطقسي، ويُسمّى في الكنائس ذات التراث المشرقي «الهورارا/الهرّار».