بيان إستنكار من هيئة مستشاري البطريركية الكلدانية
تحية إحترام وتقدير
نحن أعضاء هيئة مستشاري البطريركية، نستنكر ونشجب الهجمة الشرسة التي طالت أكبر شخصية دينية، بل رمز الكنيسة في العراق، نيافة الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم. إذ فاجأتنا وسائل التواصل الاجتماعي بظهور المدعو (مهدي ناجي مهدي) على إحدى الشاشات الفضائية لتضليل العدالة بتصريح هو محض كذب وإفتراء وإدعاء باطل لا أساس له من الصحة، وبدون أدلة ثبوتية، مدعوماً من بعض المحسوبين على السياسة في عراقنا الحبيب. علماً أن القضاء العراقي قد قال كلمته في هذه القضية وتم غلقها نهائياً بعد استكمال كل الإجراءات القانونية.
إنَّ غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو معروف بمواقفه الوطنية النبيلة والتي لا يمكن أبداً تجاهلها، ومن أهمها:
- وقفاته المتكررة والتفاتاته الأبوية الرحومة تجاه المهجَّرين مسيحيين ومسلمين، واهتمامه بهم، وتشجيعهم، ومواساتهم وسماع همومهم، فكان في كل هذه المواقف علامة فرح ورجاء في حياتهم، قدَّم لهم مساعدات مالية ومواد غذائية وساعد الطلبة في إكمال دراستهم، فكان لهم الأب المُصغي، وخفَّف بذلك عنهم ثقل المتاعب التي واجهتهم في تلك المرحلة.
- انه إنسان وطني بكل معنى الكلمة، انتماؤه الديني والقومي لم يقف عائقاً بينه وبين إخوته من أبناء العراق، الى درجة أنه سمّى نفسه في مناسبات عديدة بـ (بطريرك المسيحيين والمسلمين وكل العراقيين)، وهو أول بطريرك ورئيس كنيسة يصرّح هكذا تصريح إنساني ووطني، انه تصريح يستحق ان يُدرَس ويُدَرَّس لما فيه من أخلاق سامية. البطريرك ساكو يحمل العراق والعراقيين جميعاً في قلبه ويشملهم بحنانه ولطفه في جميع مواعظه (كلماته وخطبه)، لم يتكلم ولا لمرة واحدة عن هموم ومخاوف وكرامة المسيحيين فقط.
- يُعتبر أحد أهم مُنظّري مفهوم الحوار بين الأديان والثقافات، لا فقط في العراق بل على صعيد المنطقة العربية، وآراؤه في ذلك وجدت صداها عالمياً، في محافل سياسية ومؤسسات أكاديمية، مقالاته ومواقفه ساهمت بوضع اُسس مفهوم الحوار بين الأديان والثقافات، وذُكرت كمصادر مهمة في جامعات عالمية وأهمها جامعة السوربون في باريس. فضلاً عن دوره الكبير، في خلق السلْم المجتمعي في العراق، ولا يمكن لأحد ان ينكر ذلك.
- أما عن نزاهته المادية فلا شائبة عليها البتة، ولا يستطيع أي شخص مهما كان أن يكابر أو يغالط نفسه في هذا المجال، فالبطريرك الكلداني لويس ساكو معروف بنظافة يديه مادياً، وفي عهده عرفت أملاك الكنيسة التنظيم والترتيب والنزاهة والشفافية والمصداقية، وهو غالباً ما يساعد الفقراء من جيبه الخاص، وهو الذي لا يملك غير راتبه الشهري المتواضع. لا يساوم ولا يجامل، لا يقبل الرشوة ويرفض المال الحرام، ومعروف بجملته التي يكررها في مقابلاته التلفزيونية “مال الحرام ما يدوم”.
ختاماً، يكفي أن نقول أن البطريرك لويس ساكو علامة مضيئة في تاريخ العراق الحديث، مع إدراكنا الكامل بان الغرض من مثل هذه الهجمات هو الابتزاز والتشهير بسمعة رموزنا الدينية، ومثل هذه الأصوات ماهي إلا “فقاعات هواء” سرعان ما تتلاشى لأنها مجرد أصوات تصدر من أناس مغرضين لا ينتمون الى العراق الا بالهوية!
لذا نكرر استنكارنا ونطالب بإنصاف الرئيس الأعلى لكنيستنا وحمايته، ومحاسبة أمثال هؤلاء لما سببوه من إحساس بالغُبن لأبنائنا داخل العراق وخارجه، وتأديب كل من يحاول تلطيخ سمعة العراقيين الغيورين الشرفاء، وبطريركنا واحد منهم لانه احبَّ العراق والعراقيين بكل إخلاص وصدق وتفانٍ.