تركيا - زيارات رعوية – الميلاد في 2023 ليس كباقي الأعياد
اعلام البطريركية الكلدانبة
المطران صبري أنار ، رئيس أساقفة تركيا على الكلدان
بعد أن أمضينا أعياد الميلاد في اسطنبول، انقسم أكليروس الكنيسة الكلدانية في تركيا الى ثلاث مجموعات ، لزيارةِ 650 عائلةً من اللاجئين المسيحيين العراقيين الذين هم في غالبيتهم من الكلدان، مُوَزَّعين على أكثر من 30 مدينة في البلاد.
فقد قام المطران رمزي كرمو بزيارة المدن المحيطة باسطنبول ، أما الأب فهد المراد زار مدن وسط البلاد.
وفي زيارتي الرعوية الاولى بصفتي رئيساً لأساقفة الكلدان على تركيا ، توجهتُ الى مدن الأناضول فزرتُ 11 مدينةً في المنطقة التي تمتد من الشمال الشرقي حتى وسط البلاد ، حيث توجد حوالي 280 عائلةً في مدن : سامسون ، سينوب، أماسيا، توكات ، يوزكات، جوروم، جانكيري، كيريكالي، كيرشهير، أكساراي ونوشيهير. وقد رافقني في جولتي هذه كلٌّ من الأب رمزي ديريل والشماسان ميكائيل يراميش وجوني أديكتي القادمَين من بلجيكا.
بدأنا جولتنا في 27 كانون الأول فتوجهنا بالطائرة في الساعة الثامنة والنصف صباحاً الى مدينة سامسون التي تقع على ضفاف البحر الأسود، وانتهت بالسيارة لمدينة نيفشهيرمساء يوم 31 كانون الأول .
الهدف من زيارتنا هو مشاركة رسالة الميلاد مع هؤلاء المسيحيين المعزولين، وقد أكدنا لهم انهم ليسوا منسيين ولا متروكين من الكنيسة وخاصةً من الله الذي أرسل ابنَه عمانوئيل (الله معنا) الذي هو معهم. من ناحية أخرى ورُغمَ قِصَر الوقت الذي أمضيناه معهم ولمعرفتنا بعدم قدرتنا لإيجاد حلول لمشاكلهم ، والتي هي في مُعظمها متعلقةٌ بملف هجرتهم، فحاولنا الاصغاء اليهم قدرَ المستطاع ، وفي كلِّ مرة سمعنا قصةٌ مختلفة ، معاناةٌ مختلفة ، نظرات حزينة مختلفة يصعب وصفُها .
احتفلنا بالقداس في كل مدينة زرناها ، وللأسف لم نتمكن إلّا في سامسون من الاحتفال بالقداس في كنيسة كاثوليكية ، أمّا في المدن الأخرى فلا توجد كنيسة ، ولذا احتفلنا بالإوخارستيا في قاعات استقبال قمنا باستئجارها مع تواجد قوات الأمن ، وفي مراتٍ أخرى لم تكن لنا حتى هذه الامكانية فاحتفلنا بالقداس في بيوتِ العوائل ، وأهدينا لهم تقويماً كنسياً لأبرشيتنا لكي يكون لهم مرجعاً طقسياً، وكذلك قدمنا لهم مساعدات قدرَ المستطاع.
لقد مكّنتْني هذه التجربة من رؤيةِ وعيشِ المعنى الحقيقي للميلاد ، ميلاداً تقاسمناه مع العوائل المنعزلة ، المتروكة ، التي تعيش حياةً صعبةً مع امكاناتٍ محدودة جداً . ومن جانبٍ آخر، اكتشفتُ أنّ لديهم عطشاً روحياً ورغبةً كبيرة في الاوخارستيا، وذلك رُغْمَ احباطاتهم حيث انهم ينتظرون الفيزا ليلتحقوا باخوتهم في الغرب، (بعضهم ينتظرالفيزا منذ 12 عاماً) . انهم متعلقون بايمانهم ، ولم يفقدوا الرجاء وهذا شيءٌ رائعٌ وشهادةٌ مسيحيةٌ غيرعادية.
أطلب صلاتكم من أجلهم ، ليكون عام 2024 عاماً تتحققُ فيه أمانيهم .