لماذا يرسم اشخاص متزوجون كهنة في الكنائس الشرقية ولا يرسمون في الكنيسة اللاتينية؟
أعلام البطريركية الكلدانية - 13-2-2024
الاب ديار سركيس يعطي القربان المقدس لزوجته وابنته (هولندا 9 شباط 2024)
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
أكتب هذه السطور بعد أن قمت برسامة رجلين متزوجين كاهنين الأسبوع الماضي، أحدهما في بلجيكا والآخر في هولندا، وكانت الكنيستان مكتضتين بالمؤمنين الكلدان واللاتين. بالطبع، قبل رسامتهما كانا قد اكملا دراستهما اللاهوتية وحصلا على تعليم راعوي رصين.
بعد الرسامة سألني البعض لماذا لا تملك الكنيسة اللاتينية هذه الإمكانية؟
نحن الشرقيون كاثوليك مثل الرومان – اللاتين كنيسة كاثوليكية ورسولية واحدة ولسنا طبقتين في الكنيسة، لكن هناك تقاليد مختلفة، والتقليد ليس أبدياً.
عالمنا مختلف عن الماضي، لقد تغيّر المجتمع أيضاً، ولن يحصل تقدم دون التحديث. لقد فهم الأب الأقدس البابا فرنسيس هذا الواقع، لذلك دعا إلى عقد السينودس حول المجمعية في أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024.
الدعوة الكهنوتية دعوة شخصية وقناعة إيمانية. هناك اُناس مدعوون إلى الكهنوت بالعزوبية وآخرون بالزواج.
في الكنائس الشرقية نموذجان: كهنة عازبون ومتزوجون. ما هي المشكلة؟ الزواج هو سرّ مقدس.
العزوبية نظام وليس عقيدة الإيمان. ورسامة أشخاص متزوجين كهنة لا يلغي وجود كهنة متبتلين. ستظل العزوبية المكرَّسة موهبة تحظى بتقدير كبير. إنهما خياران مختلفان لا يتعارض أحدهما مع الآخر.
كان في الكنيسة الكاثوليكية كهنة متزوجون حتى القرن التاسع، ثم عندما كثرت الأديرة والجماعات الرهبانية وقدوم الباباوات والأساقفة من الرهبان جلبوا معهم نظامهم الرهباني والليتورجيا الديرية وطغت على الليتورجيا الكاتدرائية والغتها وغدَت صلاة الفرض رهبانية. حتى التجديد الذي قام به المجمع الفاتيكاني الثاني 1962-1965 إلا أن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية استمرت في رسامة كهنة عازبين ومتزوجين ويعيش الاثنان بوئام. لا توجد منافسة ضد الكهنة العزاب. لدينا في الكنيسة الكلدانية حوالي عشرين كاهناً متزوجاً، في حين أن غالبيتهم عازبون.
اليوم جميع الكنائس بحاجة ماسة إلى كهنة، فلماذا لا نعطي الفرصة للأساقفة المحليين لتمييز الحالات واتخاذ القرار الصحيح لرسامة اشخاص متزوجين معَدّين جيداً؟
كليات اللاهوت مفتوحة للرجال والنساء، ولدينا أشخاص حاصلون على درجات علمية عالية في اللاهوت والليتورجيا والقانون الكنسي والرعوي، لذلك لم تعد الثقافة المسيحية مقتصرة على رجال الدين. فلماذا لا نستفيد من مواهبهم ومهاراتهم وتخصصهم؟
آمل أن تُدرَس هذه المشكلة بجدية في المرحلة الثانية من السينودالية في اوكتوبر 2024.