كيف يعيش المؤمنون الفرح المسيحيّ؟
كي يكون المسيحيّ مثالًا حيًّا يجسِّد تعليم الربّ عليه أن يعيش فرح الإنجيل | مصدر الصورة: Love You Stock/Shutterstock
"آسي مينا"
دعا بابوات روما المؤمنين في مناسبات عدّة إلى عيش الفرح المسيحيّ في أبهى صوره. واعتبروه دائمًا جوهر الرسالة المسيحيّة، مستلهمين دعوة الكتاب المقدّس مرارًا إلى الفرح.
بالفرح استهلّ الملاك تحيّته للعذراء مبشِّرًا بميلاد المسيح قائلًا: «افرحي يا مُمتلئة نعمةً». وأكّدته الملائكة ببشارة الرعاة بميلاد يسوع: «إنّي أبشّركم بفرحٍ عظيم يكون فرحَ الشعب كلّه». وقبلهم المجوس «لمّا رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًّا». وهذا الفرح لا ينبع من حدث مفرح فحسب، بل من شخصية يسوع نفسه، الإله المتجسّد الذي يحبّنا ويقدّم لنا الحياة الأبدية، بحسب البابا فرنسيس.
ولكي يكون المسيحيّ مثالًا حيًّا يجسِّد تعليم الربّ عليه أن يعيش فرح الإنجيل ويغذي إيمانه بلقاء شخصيّ متجدّد مع مصدر فرحنا ربّنا يسوع المسيح، كما أوضح الأب ستافرو السناطي، الكاهن في أبرشيّة زاخو الكلدانيّة، في حواره مع «آسي مينا».
وتابع: «نتأمّل في صلاة يسوع الكهنوتيّة (يوحنا 17) وهو يصلّي من أجل تلاميذه الذين اختارهم قبل أن يفارقهم، ومن أجلنا نحن أيضًا، لا ليكونوا واحدًا فحسب، بل ليتمّ فيهم الفرح الكامل. فنحن لسنا أبناء الحزن بل الفرح، وإليه يدعونا القائم من بين الأموات».
وأردف السناطي: «لن نستطيع بوجوهٍ حزينة وقلوبٍ مهمومة أن نؤدي رسالتنا في حمل بشرى الخلاص للآخرين. فالإنجيل كلمة مأخوذة من أصل يونانيّ ومعناها الخبر السارّ أو البشرى السارّة، لذا فبشارتنا أساسها نقل النبأ المفرح».
واسترسل: «هذا النبأ المفرح ليس لنا حصرًا، بل ينبغي أن يكون لجميع الناس؛ ففرح المسيح يتقوّى ويتضاعف عندما نتشاركه مع الآخرين. وحينما ننفتح حاملين الإنجيل لإخوتنا، تكبر قلوبنا وتتغلّب على الخوف».
حينما ظهر الربّ بعد قيامته للتلاميذ الخائفين المجتمعين في العلّية و«أراهم يديه وجنبه» فرحوا «لمشاهدتهم الربّ». وحينما جلدهم اليهود لأنهم يبشّرون بالمسيح القائم من بين الأموات «ذهبوا فرحين من أمام المجمع، لأنّهم حسبوا مستأهلين أن يُهانوا من أجل اسمه»، وبالفرح عينه واصلوا بشارتهم إلى أقاصي الأرض، بحسب السناطي.
وخلص الأب ستافرو إلى القول: «هذا الفرح الذي نُدعى جميعنا لعيشه، هو من ثمار الروح القدس التي يقطفها كلّ من يعيش أصالة الإيمان المسيحيّ المرتكز على بشرى القيامة. به يبتهج قلب الإنسان، فيتقوّى على حمل صليبه واحتمال التجربة، ويتذوّق فرح السماء وهو على الأرض، وتملؤه الغبطة وإن عاش في وادي الدموع». وختم بقول الرسول بولس «افرحوا في الربّ كلّ حينٍ، وأقول أيضًا: افرحوا».
جورجينا بهنام حبابة
صحافيّة وقاصّة عراقيّة، مهتمّة بالثقافة والتراث السرياني
تعمل في مجال الإعلام. ناشطة في الخدمة الكنسيّة.