لقاء بين البابا فرنسيس و البطريرك المسكوني برثلماوس وهذا ما قاله الأخير
البابا فرنسيس لبطريرك القسطنطينية: ذخائر القديس بطرس عربون لوحدة الكنيسة
فاتيكان نيوز | سبتمبر 19, 2019
نهار الثلاثاء، التقى قداسة البابا فرنسيس بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول. هذا ما جاء في تصريح لمدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني، والذي أضاف أن اللقاء قد جرى في أجواء أخوية وتلاه غداء مشترك في بيت القديسة مرتا برفقة الوفدين. هذا وكان بطريرك القسطنطينية المسكوني وقبل لقاء الأب الأقدس قد وجه تحية سريعة لأعضاء مجلس الكرادلة وذلك بدعوة من أمين سر المجلس المطران مارشيلو سيميرارو. وشدد البطريرك برتلماوس الأول في كلمته إليهم على قيمة السينودسية في الكنيسة الأرثوذكسية.
وفي وقت سابق، بعث البابا فرنسيس رسالة إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، تمحورت حول ذخائر القديس بطرس التي كان قد أهداها البابا للبطريرك والبطريركية في حزيران/يونيو المنصرم.
وكان قداسة البابا فرنسيس قد أهدى بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول في حزيران/يونيو المنصرم أجزاء من ذخائر القديس بطرس، وذلك خلال لقاء قداسته وفدا من البطريركية المسكونية شارك في الاحتفال بعيد القديسَين بطرس وبولس.
وحول هذه الهدية كتب البابا فرنسيس رسالة إلى البطريرك المسكوني بدأها مؤكدا “المشاعر العميقة والقرب الروحي، راجيا للبطريرك المسكوني النعمة والسلام في محبة الرب القائم”.
ووفقا لما نشرته إذاعة الفاتيكان الجمعة، فقد تحدث البابا بعدها، عن “قبر بطرس الرسول حيث دُفن عقب استشهاده، والذي تم فوقه بناء الكاتدرائية الفاتيكانية المكرسة لهذا القديس في عهد الامبراطور قسطنطينوس”.
ثم انتقل البابا إلى “سنة 1939 حيث بدأ البابا بيوس الثاني عشر فور انتخابه بإطلاق عمليات حفر أسفل البازيليك قادت أولا إلى اكتشاف المكان الذي دُفن فيه بطرس الرسول بالضبط، ومن ثم وفي سنة 1952 إلى اكتشاف محراب أسفل المذبح الكبير بالقرب من جدار أحمر يعود إلى عام 150 تغطيه أعمال جدارية”.
وذكر البابا أن “هذا المحراب كان يحتوي عظاما يرجَّح أنها للقديس بطرس، وقد أراد البابا القديس بولس السادس الاحتفاظ بتسعة أجزاء من هذه الذخائر في كابلة بيت البابا في القصر الرسولي”، وهذه “هي الذخائر التي أردتُ إهداءها إلى قداستكم وإلى كنيسة القسطنطينية الحبيبة”.
وأشار البابا فرنسيس الى أنه “خلال تأمله في ما وصفه بالعزم المتبادل على السير نحو الشِّركة الكاملة، وشكره الله على ما تم تحقيقه حتى الآن منذ لقاء البطريرك أثيناغوراس والبابا بولس السادس 50 سنة خلت، قد تذكَّر الهدية التي قدمها حينها البطريرك إلى البابا، وهي أيقونة تصوِّر الأخوين بطرس وأندراوس يتعانقان يوحدهما الإيمان والمحبة للرب”.
وأضاف البابا فرنسيس أن “هذه الأيقونة، والتي هي اليوم وبرغبة من القديس بولس السادس في مقر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، قد أصبحت بالنسبة لنا علامة نبوية للشركة المرئية بين كنيستينا التي نتطلع إليها ونصلي ونعمل من أجلها”. وأوضح أن “في السلام الناتج عن الصلاة، سيكون ذا معنى هام أن توضع أجزاء من ذخائر بطرس الرسول إلى جانب ذخائر أندراوس الرسول”.
وتحدث البابا فرنسيس هنا عن شعوره بأن “مَن أوحى إليه بهذه الفكرة هو الروح القدس، الذي يحث المسيحيين بأشكال مختلفة على أن يجدوا تلك الشركة الكاملة التي أرادها المسيح”.
وواصل البابا فرنسيس مشيرا إلى أن “إهداء بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول هذه الذخائر يريد أن يكون تأكيدا للمسيرة التي قامت بها الكنيستان من أجل التقارب”، ووصف “هذه المسيرة بالصعبة في بعض الأحيان، لكنها مرافَقة بعلامات واضحة لنعمة الله”
وأشار الى أنه “لمتابعة هذه المسيرة، هناك حاجة في المقام الأول إلى ارتداد روحي وأمانة متجددة للرب الذي يريد منا التزاما أكبر وخطوات جديدة وشجاعة”. وشدد على أن “المصاعب أو عدم الاتفاق يجب ألا يُبعدنا عن واجبنا ومسؤوليتنا كمسيحيين، وبشكل خاص كرعاة الكنيسة، أمام الله وأمام التاريخ”.
وعاد الأب الأقدس إلى الذخائر مشيرا إلى أن “الجمع بين ذخائر الأخوين الرسولين يمكن أن يكون أيضا دعوة متواصلة وتشجيعا كي لا تكون الاختلافات في هذه المسيرة المتواصلة عائقا أمام شهادتنا المشتركة ورسالتنا، رسالة الكرازة”، وذلك “في خدمة العائلة البشرية التي تميل اليوم إلى بناء مستقبل دنيوي صرف، مستقبل بدون الله”.
وفي الختام، أعرب البابا عن “راحة كبيرة لتقاسم هذه الأفكار مع البطريرك المسكوني”، الذي وصفه بـ”الأخ الحبيب، وذلك على أمل لقائه في أقرب وقت ممكن”. ثم طلب البابا من البطريرك برثلماوس الأول أن يصلي من أجله ويباركه، متبادلا معه عناق سلام أخوي”.