البطريرك ساكو يحتفل بالقداس لاجل راحة نفس الاخت شيرين النجار
اخبار البطريركية- 11-1-2024
احتفل غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو مساء يوم الخميس 11 كانون الثاني 2024 بالقداس الالهي في دير البشارة للراهبات الدومنيكيات في عنكاوا على راحة نفس المرحومة الاخت (شيرين) مريم حنوش النجار، ورافقه بالقداس سيادة المطران باسيليوس يلدو والاب أفرام كليانا بحضور الاخوات الراهبات وتلاميذ المعهد الكهنوتي.
وفيما يلي موعظة غبطة البطريرك:
الايمان فعل حبَ يمزج روحنا وجميع حواسنا بروح المسيح.
نحتفل اليوم بقداس انتقال الاخت شيرين الى السماء واثقين من رحمة الله الذي أحبته بكل جوارحها، وعبرت عنه بصلاتها ومحبتها وخدمتها في مجالات روحية وانسانية وثقافية.
اخواتي الراهبات واخوتي الاكليريكيين، المهم ليس ما تتعلمونه من لاهوت وفلسفة ومعلومات أخرى، انما المهم هو حبكم العميق والديناميكي لله وللمسيح وللاخرين وهو يُحوّل قلوبكم ويملأ حياتكم فرحأً وسلاماً. تكريسكم هو فعل حب للاصغاء الى الى صوت الله المحيي كما سمعه الأنبياء ومريم العذراء ومريم المجدلية فجر قيامة المسيح. حاولت ان تتمسك به لتبقيه معها، وليس كما سمعته امنا حواء فخافت واختبئت هي وادم.
ما سمعناه من انجيل اليوم (لوقا9/57-62، عن اشخاص احبهم يسوع، فدعاهم لاتباعه، لكنهم إعتذروا، لانهم لم يفهموا معنى الحب والعلاقة واعطاء الذات. تحقيق الدعوة والتكريس يتم عندما تمتزج روحنا وجميع مشاعرنا بحب المسيح وروحه، فنصير معه روحا واحدة. أليس هذا هو هدف القربان الذي نتناوله ليصير لنا ينبوع الحياة فتعكس وجوهنا سلامه وفرحه. أن نحيا في المسيح ويحيا المسيح فينا، يعني اننا ولدنا من الله واننا فعلا مؤمنين ومكرسين رائعين. هذا التجديد يجب ان يستمر يوميا كما فعل النبي صموئيل ثلاث مرات: ها ءنذا يارب، لئلا نتحول الى اشخاص عاديين ومنشغلين بهمومهم، ومنطوين على طموحاتهم، وعلاقاتهم الضيقة.
سألني قبل اسابيع أحد كهنتنا: سيدنا كيف تميز الكهنة؟ اجبته من وجوههم وعيونهم وشفاههم. الوجه يحكي، من خلاله أكتشف ان كانوا مشرقين أو معقدين ومعبسين، مريحين او متوترين، واذا كانت ابتسامتهم عريضة منشرحة او مصطنعة، ونظراتهم واضحة أو مخفية. كما من خلال كلامهم إن كانوا صادقين او كذابين، وكذلك من عظاتهم إن كانت معادة يكررونها او عميقة ومعدة، وما يعظون به يعيشونه أو لا. سلوكهم يتحدث عنهم.
من المؤسف يوجد البعض في الكنيسة أو الدير ليس لهم حب يحركهم، ولا روحية تنعشهم، ولا هدف يأخذ اهتمامهم. انهم يبقون من دون ذاكرة ولا تاريخ. هذه خسارة رهيبة لا اتمناها لاحدكم. اتمنى لكم تماما السعادة والفرح بدعوتكم وحياتكم.