البطريرك ساكو في الجمعة العظيمة: آلام المسيح تمنح المظلومين الأبرياء السلام والرجاء
اعلام البطريركية 29-3-2024
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو رتبة جمعة الام المسيح وصلبه الجمعة 29 آذار 2024 وذلك في كابيلا المعهد البطريركي الكهنوتي بعينكاوا. عاونه سيادة المطران توماس ميرم وحضره بعض المؤمنين. وتمت الصلاة في جو من الخشوع والصلاة.
في موعظته القصيرة قال غبطته:
أود الخروج عن الوعظات المألوفة التي تكرر مشهد الآلام، لان المسيح لا يحتاج الى العواطف العابرة والدموع. أود التركيز على الرسالة العميقة التي تتضمنها آلام المسيح وصلبه. آلامه تمنح المظلومين الأبرياء السلام والرجاء.
المسيح بريء، لم يرتكب خطيئة طوال حياته. دعا الى فعل الخير و عيش المحبة من دون حدود، وتحقيق الاخوة والسلام، وعبادة الله ” بالروح والحق” (يوحنا 4/24).
المسيح طالب الانسان بتغيير فكره وسلوكه على ضوء أبوة الله ومحبته ورحمته، وبنوتنا له وأُخوتنا لبعضنا البعض.
من أجل هذا التحول الجذري دعا المسيح بقوة الى التغيير في الفكر والسلوك “فكونوا كاملين كما أن اباكم السماوي كامل( متى5/48)، والبنى: كالهيكل والشريعة والطقوس، لكن المتشددين الدينيين والذين يبحثون عن السلطة والمال والمتعة والشهرة رفضوه وقضوا عليهم جسديا، لكن الله بإقامته اياه من بين الاموات أكد بنوته الالهية.
اليوم كما في زمن يسوع، العالم منقسم بين الذين يلهمهم تعليمه(انجيله) وبين الذين يرفضونه، مفضلين ذاتهم وعالمهم.
بشارة يسوع اليوم وبعد ألفي سنة تبقى حية وملهمة لكثيرين . انها ببساطة: ان يفتح من يؤمن به عينيه ليشاهد نور المسيح ويرجع من ظلام الشر، لان الخطيئة ليست شأناً فرديّاً، إنما لها عواقب وخيمة على الجماعة: مثل القتل والسرقة وما شابه ذلك.
المؤمن يجد كرامته في قبول تعليم يسوع، والتفاعل معه لتغيير هذا العالم ” المهزوز”!
يكشف موت يسوع عن حبه غير المتناهي للإنسان، وكلّ انسان.. موته مقترن بانسانيتنا. يموت لكيما تكون لنا الحياة وبوفرة.
اليوم إذ نستذكر آلام المسيح وصلبه، علينا ان نوجه أنظارنا الى الاف الاشخاص المتألمين والمظلومين الذين يقتلون يوميا. يسوع يتبنى المهم. انه يصلب اليوم من جديد في الأراضي المقدسة من خلال قتل الأبرياء والاطفال والنساء والشيوخ العزل، و هكذا في أوكرانيا. ويتضامن مع كل مظلوم ومهجر وفقير جائع، وكل مريض وكل من يعيش ظروفا صعبة.
صليبه يُغذي إيماننا ويشحن رجاءنا أمام كل هذه المظاهر المفجعة. قيامته عربون قيامتنا وخلاصنا.
ما نحتاجه هو الإيمان والصلاة والصبر والصمود، وعدم الاستسلام للظلم، وفعل أي شيء يمكنه ايقاف الحروب وتخفيف الظلم والام اخوتنا. هكذا نندمج في آلام المسيح وقيامته. و يكون يسوع فينا ونكون فيه. هذا هو مشروع الخلاص وليس شيئا آخر.