أسبوع الآلام... الحزن يلفّ القدس وسط غياب الحجّاج
كنيسة القيامة في مدينة القدس | مصدر الصورة: MWPHOTOS55/Shutterstock
القدس, الثلاثاء 19 مارس، 2024
في ظل الحرب الراهنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينيّة، يواجه أسبوع الآلام والفصح في القدس تحدّيات كبيرة. لكن على الرغم من العقبات، تستمر الرتب الدينية كالمعتاد، ويُتوقّع إقامة «مواكب البطريرك» ومراسم درب الصليب.
ومع انخفاض أعداد الحجاج، تواجه دورة الشعانين، وهي جزء أساسي من تقاليد المدينة للأسبوع المقدس، مصاعب عدّة بين الاحتفال بالطقوس أو التكيّف مع الظروف الصعبة. بينما تفتقد الأماكن المقدسة الأخرى القادمين لزيارتها. ويغلّب الخوف من الحرب الحزن على هذا الزمن الليتورجي.
قلق وخوف بسبب الأوضاع
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، شارك المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام للاتين في القدس، وجهة نظره حول الأوضاع الحالية في القدس. فأعرب عن قلقه البالغ من الخوف السائد بسبب الحرب، والصور المؤلمة التي تُعرض عبر وسائل الإعلام المختلفة، ما يؤدي إلى تردّد كثيرين في زيارة هذه المناطق. وأكد أهمية توفير بيئة آمنة تشجّع على استمرار الحج والزيارات الروحية.
شركات التأمين والتحذير من السفر
أشار شوملي إلى أنّ التحديات المرتبطة بالحج لا تنحصر في الخوف من الحرب فحسب، بل تتعداها إلى المعضلات التي تواجهها شركات التأمين في تقديم الغطاء الكافي للسياح. وهي عقبة كبرى لا سيما بالنسبة إلى الزوار القادمين من أوروبا. فقد يتحمّل السائح عبئًا ماليًّا ثقيلًا في حال إصابته بمرض أو تعرّّضه لحادث من دون تأمين صحي. ويرتفع منسوب القلق إزاء هذا الموضوع نظرًا إلى أنّ نسبة كبيرة من الحجاج والسياح تتألف من الفئة العمرية الأكبر سنًّا.
وأضاف شوملي أنّ التراجع الملحوظ في أعداد الحجاج هذا العام، يرجع أيضًا إلى تحذير بعض الدول مواطنيها من السفر إلى الأراضي المقدسة. وذكر أنّ بعض الجماعات الصغيرة بدأت تتوافد بأعداد محدودة على الرغم من القيود. وهؤلاء الزوار، قد يكونون أقل اهتمامًا بالتأمين الصحي، ويأتون إمّا بدافع الرغبة القوية في الحج أو لأنّهم حجزوا رحلاتهم قبل وقت طويل ولا يرغبون في خسارة أموالهم.
ألم غياب الحجّاج
مع ذلك، لا تمثّل الأعداد الحالية سوى جزء ضئيل ممّا كانت عليه الحال في السابق. فلا يتوقّع شوملي عددًا كبيرًا من الحجّاج الأسبوع المقبل ومن غير المحتمل حدوث تجمعات كبيرة بحسب رأيه.
وأوضح أنّ الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة تعاني ألمًا عميقًا بسبب غياب الزوار عنها. فهؤلاء يشكلون جزءًا حيويًّا من هويّتها وروحيّتها، على حد تعبيره. فتكتئب هذه المواقع، إذ يُعدّ الحجاج الروح المنعشة للأرض المقدسة والداعمة لمجتمعاتها المسيحية.
رتب ليتورجيّة وسط الحرب
أكد شوملي أنّ الرتب الدينية في المدينة المقدسة تستمرّ في خلال أسبوع الآلام والفصح من دون تغيير. فمن المتوقّع أن تُقام «مواكب البطريرك»، أي مسيرات بطريرك اللاتين بييرباتيستا بيتسابالا من مقرّ إقامته إلى أماكن الاحتفالات، وذلك من خميس الأسرار إلى أحد القيامة.
ويُحتفل بأحد الشعانين في كنيسة القيامة. ومن المقرّر أن تنطلق دورة الشعانين من كنيسة بيت فاجي وتختتم في كنيسة القديسة حنة بالقدس، ما لم تطرأ تطورات أو تحديات معيّنة.
بينما تُتلى رتبة درب الصليب يوم الجمعة العظيمة في شوارع القدس القديمة. وقد تشارك مجموعات من الرعايا والرهبان، بما في ذلك الفرنسيسكان والمجموعات التقليدية، في إحياء درب الصليب. فيعبّرون بذلك عن تضامنهم مع معاناة البلاد.
وصلّى شوملي من أجل انتهاء النزاعات في أقرب وقت، كي يعود الحجاج ويستعيدوا الشعور بالأمان، وكي تسترجع الأراضي المقدسة نشاطها من جديد.