اسبوع الالام والقيامة في ابراشية الموصل وعقرة
يوسف قطا
4-4-2020
اخوتي الآباء الكهنة الأعزاء وابنائنا الاحباء ..
أود ان أوجه لكم و لأبناء ابرشيتنا العزيزة و كافة المؤمنين كلمة مقتضبة بمناسبة الأعياد الفصحية المجيدة لهذه السنة ٢٠٢٠، مرفقة بتوجيهات غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى و الإدارة البطريركية الحكيمة و الكنيسة المقدسة، خلال جائحة و باء الكورونا الذي يجتاح المعمورة برمتها.
تحية بالرب يسوع المسيح
في هذه الأوقات الاستثنائية التي يعيشها العالم، لابد للكنيسة ان تعيش و تتقاسم ما يعيشه المجتمع من آلام المخاض و كأنها مسيرة درب صليب الرب نحو الجلجلة. لابد للألم ان يصمت يومًا، كما صمت في الدهور الغابرة، و تعيد الحياة رونقها و عطرها.
من خلال أسبوع الآلام، تجسد الكنيسة ما تعيشه البشرية من تجارب صعبة و محن مؤلمة، كأنها تختبر آلام الصليب و مرارة الموت. لكن اليوم الثالث للقيامة قريب.
إن ما يجعل من الكنيسة ثابتة منذ ألفي عام هو ايمانها القوي بشخص يسوع المسيح الحي و المخلص الأوحد. و ما يدعوها للاستمرار في دروب الحياة الوعرة فهو الرجاء بمستقبل مشرق. أما ما يجعلها حيّة و مثمرة فهي المحبة التي تعيشها و تتقاسمها مع الاخرين.
في هذه الأيام الفصحية المباركة لابد ان نتعامل مع وباء كورونا و تفشيه السريع عبر العالم، ليس كعقوبة من السماء و لا نعمة من الله. فهو ليس نعمة و لا نقمة، بل، كما أشار اليه غبطته في توجيهاته العديدة، انه الشر بحد ذاته، لانه العدو الخفي، الذي يحصد ارواح الأبرياء و الضعفاء و الشيوخ و يريد ان يفتك بالبشرية كلها.
لا يمكن ان ندحر هذه الجائحة الكارثية الا من خلال التدابير الوقائية التي تفرضها الدولة و يؤكد عليها الطب و العلم و تؤكد عليها الكنيسة.
لنحمل في صلواتنا كل يوم، كافة الأطباء و المقيمين والكادر الصحي و الأمني و الخدمي الذين يسهرون على حمايتنا. ليكن شعارنا في هذه المحنة: " لنمكث في البيت، لان المسيح يمكث معنا". فهي فرصة لأن نتعرف عليه اكثر و بشكل جديد. لابد ان يتحول كل بيت الى كنيسة حقيقية صغيرة. لنعتبر هذه الفترة و كأنها "رياضة روحية إلزامية" نخرج منها اقوياء، سعداء، سالمين و قديسين.
لنستمر بالاحتفالات الفصحية و المراسيم الكنسية من خلال و سائل التواصل الاجتماعي و المشاركة الفعلية و المناولة بالإيمان و حب الاشتياق للأسرار.
لابد للسماء ان تستجيب يومًا، من خلال الاستمرار بالصلوات والتضرع للعذراء مريم و صلاة الوردية و اعادة قراءة او سماع الكتاب المقدس و حماية الملائكة و شفاعة القديسين.
انها فرصة رائعة للتوبة و العودة الى الذات، بندامة القلب و فرح الاهتداء، من خلال الصلاة و العمل و المقاسمة.
لابد للحجر من ان يتدحرج قريبًا من قلوبنا و عالمنا.
و نقول معًا: قام المسيح، حقًا قام، هلليلويا.
ليبارككم الرب و يحميكم من كل مكروه و يعزز إيمانكم.
+ ميخائيل نجيب ميخائيل
رئيس أساقفة الكلدان في الموصل و عقرة