قبل اكثر من عشر سنوات كتبت في مواقعنا الالكترونية سلسلة من "قصص من الماضي" ويعجبني ان اعيد نشر قسم منها، ففي قراءتها متعة وابتسامة.
هذه واحدة من تلك القصص:
****************************
(رحم الله الذين رحلوا واطال الله بعمر الاحياء الذين ترد اسماؤهم هنا)
عندما نقترب من عيد الميلاد او عيد القيامة من كل سنة نتساءل مع أنفسنا او مع الاخرين: لماذا نحتفل بتواريخ مختلفة؟ هؤلاء كاثوليك وهؤلاء ارثودكس وهؤلاء بروتستانت، وهؤلاء يتبعون الكنيسة القديمة....
ان هذا الموضوع شغلني وبقي يشغلنا منذ 1952 وانا ادرس في متوسطة الحدباء في الموصل وحتى الان 2021.
كنت قد كتبت موضوعا في المواقع الالكترونية من ضمن ما كنت اكتبه في سلسلة من "قصص من الماضي" قبل 12 سنة، وها انني اعيد نشره هنا ونحن "نراوح في مكاننا"!!!
جرجيس يوسف- كندا - 20-12-2021
قصص من الماضي - الوحدة المسيحية
في ثمانينات القرن الماضي ذهبت الى البصرة بمهمة رسمية تخص مشروع دواجن البصرة وصادف هناك يوم الاحد فقلت لصاحبي البصراوي المسيحي بانني ساذهب الى الكنيسة عصرا فمتى يكون القداس ؟ فقال لي انه في الساعة السادسة , ولكن دعني ارى في اي كنيسة سيكون القداس؟ فقلت: انني كلداني وساذهب طبعا الى كنيسة الكلدان . فقال: لقد اتفق المسيحيون في البصرة على اقامة قداس الاحد عصرا في واحدة من كنائسنا بالتعاقب , فاستهوتني الفكرة وذهبت بحماس للكنيسة التي سيقام فيها القداس , وكان فرحي لا يوصف عندما شاهدت الكنيسة ملاى بالمؤمنين . وبعد القداس سلمت على جميع الاباء الموجودين , وجلست لنشرب القهوة والشاي وكان جليسي كاهن ارثوذكسي , فقلت له: ابونا , ان فرحي لا يوصف بهذه الخطوة المباركة ويا ليت لو تعمم على جميع المناطق والبلدان , ولكن الا ترون ان الوقت قد حان لتوحيد الاعياد؟ فقال : لو كان بيدي ويدك لوحدنا كل شيء من هذا اليوم , ولكن هناك تعقيدات كثيرة.
ومن ضمن الحديث في الموضوع تناقشنا في موضوع : اعياد من هي الصحيحة الكاثوليك ام الارثوذكس ؟ فقلت : بالنسبة للميلاد فكلانا صحيح والاختلاف 13 يوما بين التقويمين الشرقي (الارثودكس) والغربي (الكاثوليك) ليس مشكلة . المهم ان يسوع له المجد ولد في الشتاء. اما فيما يخص عيد القيامة فبرايي المتواضع , نحن الاصح لان يسوع الرب قام من بين الاموات في ليلة قمرها بدر , ونحن الكاثوليك يتحدد عيدنا في الاحد الذي قمره هو الاقرب الى البدر للفترة الواقعة بين 23 آذار و23 نيسان . بينما انتم تعيّدون في بعض السنين بعدنا بخمسة اسابيع او قبلنا باسبوع بسبب التقويم الذي نسير عليه.
والان ,الم يحن الوقت لاخذ موضوع وحدة المسيحيين موضع الجد , والى متى سنستمر نقول كل يوم أحد : ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية.... ولكننا لانفعل؟
المهندس جرجيس يوسف الساعور