غبطة البطريرك يونان يوجّه رسالة أبوية بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لمذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة ويتناول الأوضاع الراهنة في العراق
عشتار تيفي كوم – بطريركية السريان الكاثوليك/
http://www.syr-cath.org/news/display/3543
سيادة أخينا الحبر الجليل مار أفرام يوسف عبّا الجزيل الاحترام
رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس
وحضرات أعزّائنا الروحيين الآباء الخوارنة والكهنة والمؤمنين المبارَكين في أبرشية بغداد العزيزة
بعد إهدائكم المحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، نقول:
تمرّ بنا الذكرى السنوية التاسعة للمذبحة الرهيبة والمريعة التي وقعت في كاتدرائية سيّدة النجاة - أمّ الشهداء في بغداد خلال القداس الإلهي بمناسبة عيد جميع القديسين مساء الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول من العام 2010، والتي أدّت إلى استشهاد الكاهنين الشابّين ثائر عبدال ووسيم القس بطرس وكوكبة من ستّةٍ وأربعين من أبنائنا وبناتنا المؤمنين الأحبّاء، فضلاً عن الجرحى والمصابين.
إنّنا نتوجّه إليكم ونشارككم بالقلب والروح، مع الأحبّاء من أبناء أبرشيتكم وبناتها، وذوي الشهداء والجرحى من المؤمنين، وجميع المشاركين معكم في الذبيحة الإلهية التي ترفعونها في الكاتدرائية عينها، راحةً لنفوس هؤلاء الشهداء الأبطال الذين قدّموا ذواتهم ذبائح محرقة على مذبح محبّة الرب يسوع والإخلاص له والشهادة للإيمان به حتّى الموت، مقتدين به وهو القائل: "ما من حبٍّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه" (يوحنّا 15: 13).
وها نحن نتطلّع معكم كي نحتفل سويةً في العام القادم، بإذن الله، بالذكرى العاشرة لهذه المذبحة، يحدونا الأمل والرجاء أن يرتفع شهداؤنا في القريب العاجل على مذبح الكنيسة شفعاء لنا في السماء أمام منبر المسيح، فيصلّوا من أجل عراقنا الحبيب الذي يعاني من أيّامٍ صعبةٍ وأزمنةٍ عصيبة طال أمدها.
إنّنا إذ نؤكّد تأييدنا لمطالب المواطنين العراقيين المتظاهرين في هذه الأيّام، من إيجاد فرص عمل وسكن وتوفير الخدمات والرعاية الاجتماعية والصحّية ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، ندعوهم إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، وعدم الاعتداء على الممتلكات العامّة والخاصّة.
كما نهيب بجميع المسؤولين في الدولة، كي يلبّوا مطالب المواطنين المحقّة، باتّخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين الإصلاح المطلوب والخدمات اللازمة، وانتهاج الحوار، والابتعاد عن العنف واستعمال القوّة. فالجميع هم أبناء العراق الواحد بتعدُّد انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية. ونتطلّع راجين "فوق كلّ رجاء"، كي تعمّ المحبّة والألفة والمساواة بين جميع مكوّنات الوطن، بالحرّية والكرامة الإنسانية.
إلى الربّ يسوع نضرع كي ينشر السلام والأمان والازدهار في العراق، وينعم جميع مواطنيه، وبخاصّة أبناء شعبنا المسيحي، بالطمأنينة والاستقرار، بشفاعة والدته مريم العذراء سيّدة النجاة، وجميع قدّيسينا وشهدائنا وشهيداتنا الأبرار.
نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية، والنعمة معكم.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي