عنكاوا دوت كوم
الفنانة نهلة ججو، من بغداد الى اعظم فرقة كمنجات في باريس
بولص آدم
نظراً لأنني كنت في طفولتي مشروع عازف كمان وشاركت طفلا مع مجموعة اطفال تعزف على عدة الآت موسيقية في مهرجان الربيع ونقلت الحفلة من قاعة الربيع في الموصل بالبث الحي تلفازياً، الا انني وقعت تحت غواية كرة القدم وسرقتني من عالم الكمنجات ووصلت الى منتخب شباب الموصل قبل ان اعود الى الفن مزاوجا اياه بالأدب وكانت سعادة والدي الراحل كبيرة، فعند تركي الكمان تألم كثيراً ووبخني بشدة وشرب العرق في تلك الليلة أكثر مما ينبغي ... لكنني لم انقطع عن التركيز على صوت الكمان متى ما ظهر منفرداً في اي لحن او اي مقطوعة خاصة بالكمان ومازلت اتابع اشهر العازفين في العالم سواء في اسطوانات صولو او في مرافقتهم للفرق الموسيقية فمن العبقري الألماني ديفد غاريت محطم الأرقام القياسية في العزف والعازف العالمي صامويل يرفنيان مروراً بفانيسا وليمز و...حتى فنانتنا نهلة الياس ججو، خريجة مدرسة الموسيقى والباليه والتي اكملت الهندسة المعمارية وكانت فارسة بارعة تعرف كيف توجه الجياد.. وما اجمل ما قاله عنها الفنان باسم حنا بطرس: ( نهلة هو إسم لفتاة ناعمة جميلة المحيّا، كَفراشة تهفُّ بجناحيها دون أزيز؛ ولَجت ميدان الموسيقى من سنٍّ مبكرة، لتجذب إهتمام ومن ثم عناية الهيئات الموسيقية الرسمية في بغداد؛ فكان دخولُها تليمذةً للموسيقى في مدرسة الموسيقى والبالية ببغداد، مِن سن السادسة، لتتعلَّم العزف على آلة الكمان وعلوم الموسيقى، بالأسلوب الكلاسيكي الأوربي. فكان أنْ أختير لها، كما لأقرانها الأطفال الصغار، آلةَ كمان صغيرة الحجم، تلك التي ندعوها بـ (الكمان الطفل – Baby Violin) لتتمكن من الإمساك بها وتحريك أناملها الناعمة على أوتارها الأربعة. وهي في ذات الوقت، تلميذة في الدراسة العامة.)
بدايتها كانت اذن في مدرسة الموسيقى والباليه، الكائنة قبالة متنزَّه الزوراء ببغداد وشاركت فنانتنا في الفعاليات الفنية السنوية، لثلاث ليالٍ متتالية، على قاعة الشعب في الباب المعظم ببغداد، وكانت تحظى بتغطية اعلامية متميزة بالكامل ومن ثم بثِّها على قنوات التلفزيون العراقي. شاركت في التشكيلات الموسيقية في العراق بثقة عالية تعزف على المسرح وصول انضمامها الى الفرقة السمفونية الوطنية العراقية وفي ذروةً نشاط الفرقة المتميز في مشاركاتها في مهرجان بابل الدولي. وتقديم حفلات خارج العراق عربياً وأوربياً. كانت تقدِّم تحت قيادة قادة إختصاصيين من الخارج ، المؤلفات الموسيقية للمؤلفين الكبار أمثال باخ وموزارت وبيتهوفن وجايكوفسكي وغيرهم، ومؤلفات لموسيقيين عراقيين أمثال حنا بطرس، منذر جميل حافظ، بياتريس أوهانيسيان، إكنس بشير، والتي تقدمها الفرقة للجمهور على مختلف القاعات، كالمسرح الوطني، ومسرح الرشيد إضافة إلى القاعات القديمة، قاعة الخلد وقاعة الشعب إضافةً إلى عدد من المحافظات،
إبنة بيث نهرين البارة، هي سليلة أول أغنية حب في التاريخ شهدتها أرضنا الطيبة.هذا الإرث الروحي انتقل إلى أجيال من نساء بلاد النهرين عبر عصور مختلفة وتجدد وظهر معاصراً من خلال مبدعاتنا الكبيرات وانطلقن محلقات فراشات سلام وذوق وحطت نهلة ججو في اعظم محطة فنية لها في باريس ونقلت صديقتنا الروائية انعام كجه جي في حينها تحياتي لها، ان فنانة الكمان نهلة في أشهر فرقة موسيقية فرنسية للكمنجات وشاركت العزف مع الاوركسترا السمفونية المعروفة باسم(كمنجات أنغر). الفرقة الفرنسية قد تشكلت عام 1909 لكي تضم في البداية طلبة مدرسة الفنون الجميلة في باريس. واتخذت من اسم الرسام والموسيقي الشهير جان اوغست أنغر (1780 ـ 1867) مسمى لها، ثم توسعت لتضم الطلبة السابقين وأصدقاءهم من الهواة وواصلت تقديم المئات من الحفلات بدون أن تتوقف سوى في سنوات الحربين العالميتين الاولى والثانية. هذه اهمية هذه المحطة في حياتها الفنية، فهو فخر كبير ان تعزف تحت قيادة كلود ريمون وفي حفلة كنيسة سان جيرمان المتميزة بفضل مشاركة فرقة (كورال اليزابيث براسور)..
سمعت بعدها اخبارا مؤداها انها ستنتقل الى كندا.. اينما كانت فنحن نحييها و نفتخر بها متمنين لها التألق الدائم.
ويستمر الكمان بإدهاشنا ومن باخ إلى بارتوك، آلة ألهمت أعظم المؤلفين مقطوعات وألحاناً خالدة لا تنسى، إنه الكمان الذي لا يمكن أن يضاهيه
آلات أخرى بصوته الرقيق والمؤثر وقدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية بشكل مذهل.