معلومات مغلوطة عن العراقيين المسيحيين
إعلام البطريركية
نشر السيد سيروان عباس مقالاً على رووداو ديجيتال في 1 كانون الأول 2024 عن تراجع عدد المسيحيين في العراق بنسبة 80% خلال الـ 20 سنة الأخيرة، واُعيدَ نشره على موقع عينكاوا كوم. لم يلتزم الكاتب بما نشره موقع البطريركية الكلدانية في 26 تموز 2023 عن عدد المسيحيين في العراق ونسبة الكلدان.
لنفترض ان ثلثي المسيحيين هاجر وبقى الثلث من المليون والنصف أي نحو 500 الف مسيحي واذا كانوا 1% فيعني انهم 450 ألف من 45 مليوناً تعداد سكان العراق. كانت نسبتهم سابقاً 4%.
نقل الكاتب عن ستيفان شاني مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل ما يلي: “يوجد الآن أكثر من 100 ألف مسيحي في إقليم كوردستان، وإن أضيف إليهم سكان المناطق المقتطعة يكون عددهم نحو 150 ألف نسمة .. بقي من المسيحيين عدد قليل في بغداد، وهذا العدد يتضاءل سنوياً، والباقون غالبيتهم من المسنين“.
هذه معلومات مغلوطة لا تعتمد على الحقيقة والمصادر الموثوقة. وعيب عليه ان يصف المسيحيين في بغداد بالمسنّين! علماً أن بغداد لا تزال تحتضن غالبية المسيحيين كما سنشرح. لربما لم يتابع اكتظاظ كنائس بغداد بالمصلين في الأعياد حتى في فنائها!. معلومات ستيفان شاني تفتقر الى الدقة العلمية.
كما نشرت شفق نيوز في 29 كانون الأول 2024 مقالاً بعنوان قصة كنيسة في بغداد وزوارها المسلمون، وأعاد نشرها موقع عينكاوا.
جاء فيه: “وفقاً للإحصائيات الرسمية، يشكل العرب [العراق] نحو 2% فقط من المسيحيين في العراق، ما يعكس الخصوصية الطائفية المميزة لهذا المجتمع. تضم بغداد ثلاث كنائس يونانية أرثوذكسية وأربع كنائس قبطية أرثوذكسية، إلى جانب 57 كنيسة للروم الكاثوليك موزعة في أنحاء العراق، بالإضافة إلى عدد محدود من كنائس البروتستانت وان كنيسة مار بثيون والقلب الاقدس مغلقتان“. هذه معلومات عارية عن الصحة.
لليونان (الروم) كنيستان: واحدة للارثوذكس وأخرى للكاثوليك، ولا توجد 57 كنيسة للروم الكاثوليك. للاقباط كنيسة واحدة، وليس أربع. ولا يذكر كنائس الكلدان والاشوريين والسريان والأرمن! وكنيسة مار يعقوب في حي آسيا التي يَكتب عنها هي كلدانية.
كنيسة مار بثيون والقلب الاقدس مفتوحتان، ولكل منهما كاهن راعٍ. يذكر المقال مغالطات اُخرى فاضحة: “بحسب تقديرات لويس مرقص، نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، شهدت بغداد انخفاضًا حاداً في عدد المسيحيين، حيث تراجع عددهم إلى أقل من 10 آلاف بعد أن كان 400 ألف في سنوات ماضية“.
إحصائيات أكثر دقةً:
لا توجد إحصائية دقيقة رسمية للمسيحيين في العراق منذ ما يقارب 30 سنة. ما نذكره أدناه يعود الى معلومات الكنائس.
في محافظات إقليم كردستان: أربيل بين 30 الى 40 ألف مسيحي والمركز الأكبر هو بلدة عينكاوا، دهوك بين 8 الى 10 آلاف، وزاخو بين 8 الى 10 آلاف بحسب سيادة المطران فيلكس الشابي، وكركوك والسليمانية 8 الى 10 آلاف بحسب سيادة المطران يوسف توما، في عقرة الكلدان 170 عائلة بحسب سيادة المطران ميخائيل نجيب في بيناصور وهزارجوت وملا بروان ونهاوا وعقرة، ويوجد آشوريون في قرية نهلة ومجمع عقرة.
إذن لا يتجاوز عدد المسيحيين في إقليم كردستان السبعين الفاً من ضمنهم المهجَّرون من الموصل وبلدات سهل نينوى.
في بلدات سهل نينوى خط الحمدانية كرمليس برطلة والقرى حول دير مار متى عددهم نحو 26،432 مسيحي و95% منهم سريان بحسب المعلومات التي أرسلها سيادة المطران بنديكتس يونان حنو. وقد يرتفع العدد الى 30 ألف مع السريان في برطلة وتوابعها وكلدان كرمليس. وتُعَد قره قوش – بغديدة أهم مركز سرياني عدداً ونشاطاً في العراق.
الخط المقابل: تلكيف، بطانايا، باقوفا، تلسقف، القوش والشيخان عددهم بين 20 و25 الف نسمة وهذا الخط كله من الكلدان.
الموصل، كان يسكنها قبل السقوط نحو 40 – 50 الف مسيحي، اليوم يوجد 70 عائلة فيها غير قياسية.
بغداد، لا تزال تحتضن العدد الأكبر من المسيحين. فيها 14 جماعة مسيحية (طائفة)، فضلاً عن كنائس إنجيلية جديدة. ويمثل الكلدان فيها 80%. كان الكلدان في بغداد بحسب دليل الكنيسة الكاثوليكية في العالم نحو 750 الف في السنوات الأخيرة من حكم النظام السابق.
للكلدان كنائس عامرة في بغداد: مار بولس، مار كوركيس، تهنئة العذراء، مار بثيون، البشارة، مار ماري، الصعود، مار إيليا، مار توما، القلب الاقدس، مار يوسف، سلطانة الوردية، العائلة المقدسة، أم المعونة الدائمة، الانتقال، مار يوحنا المعمدان، حافظة الزروع، الرسولين. فضلاً عن كنيسة الحلّة وبعقوبة والحبّانية وثلاث كنائس للراهبات الكلدان وكذلك كنيسة النبي ابراهيم في أور التي ستفتتح قريباً.
الكنائس الكلدانية المغلقة ويُصلّى فيها بمناسبات معينة: اُم الاحزان، القديسة ترازيا، ومار افرام، الثالوث الاقدس، مار يوسف العامل، مار يعقوب اُسقف نصيبين، والحكمة الالهية التي اُعيدت الى اللاتين، وكنيسة الأنفس المطهرية في المقبرة الكبيرة، وكنيسة الكمب الكيلاني التي اُعيدت الى صاحبها من عائلة الشوربجي منحها ارضاً لتُبنى عليها الكنيسة، ولعدم وجود عدد كاف من المسيحيين حالياً اُعيدت اليه. هذا هو الإسلام الحقيقي وليس الإسلام المتطرف!
البصرة والعمارة والديوانية والناصرية فيها ما يقارب 350 عائلة مسيحية بحسب سيادة المطران حبيب النوفلي.
أسباب هجرة المسيحيين:
خطف وفدية وقتل من قِبل جماعة القاعدة، والتهجير من الموصل وبلدات سهل نينوى من قِبل عناصر الدولة الإسلامية (داعش).
أما الأسباب الحالية هي:
سيطرة الفصائل المسلحة على بلدات سهل نينوى وفرض أتاوات على سكانها، فإلى اليوم لم يَعُد مسيحيّو تلكيف اليها.
إحتكار فصيل مُعيَّن له السلاح والمال وقناة تلفزيونية، لمُقدَّرات المسيحيين وتمثيلهم في مجلس النواب، والوزارة، وديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى، والمديرية العامة للدراسة السريانية، وقناة السريانية العراقية. هذا تهميش للمكوَّن المسيحي نرفضه تماماً.
عدم شمول المسيحيين في التوظيف بسبب المُحاصَصَة، حتى أنَّ بعض الموظفين المهمين يُضْغَط عليهم لترك مناصبهم.
إنقسام العائلات المسيحية بين الداخل والخارج وسهولة لمّ الشَمل.
عدم صرف رواتب موظفي اقليم كردستان بانتظام هو سبب الهجرة
هذه الأسباب جعلتهم يفقدون الأمل بالمستقبل
وبالرغم من دعوة دولة رئيس الوزراء لهم بالعودة
لكنهم لن يعودوا بسبب غياب البيئة الملائمة
للعيش بأمان وحرية وكرامة
في دولة حقيقية بمواطَنة جامعة