كاريتاس لبنان تدقّ ناقوس الخطر وتستعدّ لأزمة إنسانيّة
من المساعدات الطبّية التي تقدّمها كاريتاس لبنان في مختلف المناطق | مصدر الصورة: كاريتاس لبنان
بقلم: رومي الهبر - "آسي مينا"
بيروت, السبت 4 نوفمبر، 2023
في ظلّ تسارع الأحداث وتصاعد صدى الأزمات في المنطقة، تقف كاريتاس لبنان، بكل ما تمثّله من قيم ومبادئ، لتُعلن بمزيجٍ من الحزم والأمل عن الضائقة التي تواجهها المنظمة والبلاد.
فقد أطلقت منظمّة كاريتاس لبنان نداءً عاجلًا لطلب المساعدة وجهّزت نفسها لمواجهة أزمة إنسانيّة محتملة مع تصاعد التوترات الإقليميّة بسبب الحرب المستمرّة في الأراضي المقدّسة.
وفي رسالة مفتوحة، عبّر الأب ميشال عبود، رئيس كاريتاس، عن قلقه ودعا الشركاء والداعمين إلى الاستعداد للوضع.
وشدّد عبود في بيان على أنه يمكن أن تكون للنزاع المستمر في فلسطين تداعيات خطيرة على لبنان، بخاصة في المناطق الجنوبيّة حيث تتصاعد التوترات. وبدأ سكّان القرى القريبة من الحدود مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان. وأشار البيان إلى أنّ عدد النازحين داخليًّا وصل إلى 29000 وفقًا لإعلان أخير صادر عن وكالة الأمم المتّحدة للهجرة.
وقال عبود: «إنّ الحرب الجارية في فلسطين من المرجح أن تؤثّر بشكل كبير على الوضع في بلدنا، كما شهد تاريخ لبنان في خلال النزاعات السابق،؛ لا سيّما مع التوترات المتصاعدة حاليًّا عند الحدود الجنوبية للبنان».
وفي السياق ذاته، يُسلّط غابي الحاج، أحد السكان القاطنين بالقرب من الحدود، الضوء على حالة اليأس والخوف التي تسيطر على المنطقة، ويقول: «منزلنا قريب جدًّا من الحدود، لذا غادرنا إلى داخل القرية. جميع جيراني يفعلون الأمر نفسه».
من المساعدات التي تقدّمها كاريتاس لبنان في مختلف المناطق. مصدر الصورة: كاريتاس لبنان
علاوةً على ذلك، عبّر عبود عن دقّة الوضع المتفاقم، مؤكّدًا ضرورة الاستعداد. وشدّد على أهمّية تقديم المساعدة الفوريّة، قائلًا: «هناك حاجة ماسّة إلى المساعدة الإنسانية الفورية، بما في ذلك المأوى والدعم الاجتماعي والغذاء».
وبلهجة تعكس صورةً عن الواقع، أضاف: «على الرغم من أنّ إمكانياتنا محدودة، قد تكون الاحتياجات هائلة».
وضمن كلمة منفصلة في خلال اجتماع منظمات كاريتاس الدولية، حشد عبود الدعم والموارد استعدادًا للأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط. وأبرز الحاجة إلى الجهوزية لمواجهة أيّ تداعيات محتملة للنزاع قد تمتد إلى الأراضي اللبنانية. كما سلّط الضوء على الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان، مشيرًا إلى أنّ الوضع مختلف عن حرب العام 2006.
وفي ختام رسالته وكلمته، دعا عبود الجميع إلى التضامن مع كاريتاس لبنان في هذه الفترة الحرجة، قائلًا: «نحن نعلم أننا لسنا وحدنا، فالكنيسة من خلال كاريتاس حول العالم، وبكم، ستكون معنا».