كيف يمارس الارمن طقوسهم الدينية في الكنائس مع تفشي جائحة كورونا؟
عين العراق نيوز -
الأحد 27 يونيو 2021
تقرير: جعفر علي
في ظل حظر التجمعات واجتياح الفايروس القاتل "كورونا" العالم، انعكس ذلك على جميع الفئات المجتمعية لاسيما من تقع فريسة الضعف وعدم الاهتمام خاصة الأقليات وتستبعد مرارا من المشاركة الكاملة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والدينية المتاحة للغالبية في البلدان أو المجتمعات التي يعيشون فيها.
فقد فرض فيروس كورونا المستجد نفسه على أجندة الأديان العالمية الكبرى في العالم ، وفي العراق يمارس المسيحيون الارمن طقوسهم وشعائرهم بصعوبة بالغ ، واجهت هذه الفئة من المسيحيين الصعوبات العديدة في ممارسة عباداتهم الدينية الجماعية ويعود السبب الاساسي لفايروس كورونا، فعندما فرض حظر التجوال اغلقت الكنائس تماما بوجه المسيحيين وعندما قررت الحكومة العراقية السماح بالحظر الجزئي وعادت الحياة تدريجيا الى الأسواق الكبرى والاماكن العامة، فبعد الاقفال التام للكنائس المسيحية لشهور عديدة ، عاد النبض يخفق في ارجاء الكنائس لكنها قبل الوباء ليست هي ما بعده.
لا دخول من دون كمامات
وفي هذا الصدد يقول مدير ادارة كنيسة مريم العذراء ببغداد، هواكيم هاروتيرن، لوكالة "عين العراق نيوز "عند بدأ الجائحة وضعنا شروط صحية لدخول الكنائس ومنها عدم دخول الكنيسة او اي مرفق كنسي من دون ارتداء الكمامة وحتى عند لبسها نطلب من رواد الكنيسة التباعد متر ونصف او مترين اثنين لان شروط السلامة تقتضي بالالتزام بالتباعد ".
واضاف ان "هذه الاجراءات توثر على الزائرين ولاسيما الزائرين غير الملتزمين مما يضرنا أحيانا الى حثهم على الالتزام بقوانين الكنيسة الوقائية، بينما حتى عند الجلوس داخل الكنيسة على الكراسي التي تتحمل اربعة اشخاص ندع شخصين للجلوس لكي نطبق الاجراءات الوقائية، ونحن نوفر الكمامات والتعقيم للزائرين مجاناً لنتبع شروط السلامة ".
واكد ان" النسبة اعداد الزائرين الكنيسة انخفضت بسبب التخوف الموجود لدى عامة الناس من انتقال العدوى من المصابين وان اي شخص من موظفي او الكادر الكنسي مصاب نجبر الكادر الكنسي جميعا على عدم الدوام مهما كان العدد الا بحضور نتيجة الفحوصات ونمنح المريض اجازة مفتوحة براتب تام الى ان يتحسن وضعه الصحي لأنه سيؤثر على الزائرين".
واوضح ان نسبة الاعداد غير محدودة لكنها قبل الجائحة كانت الاعداد لا بأس بها وما بعد الجائحة أصبح عدد الزائرين يصل الى 50 زائرا يوميا فقط، اما حضور القداس الديني يصل العدد الى 200 شخص وهذا القداس يحصل كل شهر مرة واحدة".
وبين ان "للطائفة الأرمن الأرثوذكس مجموعة من الاعياد واهمها واقربها عيد القديسة مريم العذراء في شهر اب ويأتي الزائرون الى الكنيسة لأحياء هذه المناسبة وان في السابق الزائرين كانوا يقضون الليل في الكنيسة لكن منذ جائحة كورونا يكون القدوم صباحا لان القداس يكون عصرا".
واكد ان المسيح عامة تأثروا بشكل مباشر بجائحة كورونا من ناحية الزيارات الى الكنائس والخوف وغيرها، وان عدد طائفته المسيح الارمن الموجودة حاليا عشرة بالمئة من العدد الكلي سابقا وحاليا في العراق ما يقارب (10000) مسيحي ارمني ونحن كنسبة عشرة بالمئة من المسيح اجمع وسابقا كان عددنا في العراق ما يقارب (200000) مسيحي ارمني وبسبب الاوضاع غير المستقرة والهجرة والاضطهاد قل العدد الى ما هو عليه اليوم.
وبين ان المسيح الارمن يختلفون عن غيرهم من طوائف المسلمين (الشيعة او السنة) في زياراتهم الى مراقدهم بأن لا يوجد لدنيا زخم عددي كما هو الحال في النجف الاشرف او كربلاء المقدسة او مرقد ابو حنيفة في الاعظمية ببغداد، وان أكثر نسبة سجلتها الكنسية في الاعياد ما يقارب (200) زائر مقارنة بالزيارات المليونية لبعض الطوائف فهذا اختلاف واضح" مؤكدا ان "الجائحة اثرت على نسبة الاعداد في الكنيسة سوى في الاعياد او من دونها".
الى ذلك أشار الى ان "المسيح الارمن ليس لهم اي تمثيل سياسي في الحكومة العراقية لكن الوقف المسيحي يمثلنا في الحكومة ولا وجود لأرمني يمثلنا في البرلمان".
انخفاض اعداد الزوار
في الصعيد ذاته أيد رئيس ديوان الوقف المسيحي، رعد جليل جرجيس، عودت الأمور تقريبا الى سابق عهدها فالكنائس مفتوحة والزوار يذهبون لها لأداء الطقوس، لكنه أكد وجود انخفاض بأعداد الزوار الى الكنائس بعد جائحة كورونا.
واضاف في حديثه لوكالة " عين العراق نيوز" ان "الفترة الاولى للجائحة اثرت على الطقوس الدينية في العراق تأثيرا كبيرا واغلقت الكنائس ودور العبادة ولكن بعد هذه الفترة انفتحت ابواب دور العبادة والكنائس اغلبها والان الحضور متاح ولكن الزوار يحضرون الان بنسبة 80% مقارنة بالماضي"
واكد "وجود اسلوب التباعد الاجتماعي في الحضور والجلوس واتخاذ الإجراءات الوقائية الذي توصي بها وزارة الصحة العراقية".
فترات زمنية للحضور
الى ذلك بينت احدى زائرات الكنيسة، احلام جورج من اهل بغداد في حديثه لـوكالة " عين العراق نيوز"، انه" عندما فرض حظر التجول كانت الكنائس مغلقها بشكل تام وعندما افتحت الكنائس ابوابها للزائرين منذ شهرين نحن متحفظون في اجراءات السلامة من ارتداء الكمامة والكفوف والتعقيم والتباعد الاجتماعي"
واكدت جورج ان " نظام التباعد الاجتماعي في الكنيسة لايزال متبع بين الاشخاص والسماح بحضور عدد قليل وقداس واحد للمصلين، ويكون عن طريق الحضور بوجبات متفاوتة (فترات زمنية) كل اسبوع تأتي فئة من الزائرين"
واشارت الى ان "الاجراءات الوقائية هي جيدة من اجل الحفاظ على سلامة الزائرين والنظام في الكنيسة جيد لمراعاة هذه الظروف".
واضافت ان "اجراءات كورونا وما بعد القرارات التي تم اتخاذها بشأن الحضور الى الكنيسة قد أوقفت حضور الاعياد وهذه السنة حرمنا من هذه الاعياد وعندما اتينا كان غير مسموح لنا بالدخول مما أثر بشكل قاسي على عدد كبير من الزوار".
وتعد كنيسة مريم العذراء للطائفة الأرمن الأرثوذكس في منطقة الميدان ببغداد من أقدم الكنائس في العراق والتي يعود تأسيسها للعام 1639 م ويمارس الأرمن اعيادهم وتجمعاتهم لاسيما عيد انتقال العذراء الذي يعتبر أكبر الأعياد ويصادف يوم الـ 15 من اب في كل عام.
"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".