حلب تطوي حقبة الحرب وتنصب خليفة لمطرانها المختطف "بولص يازجي"
12-12-2021
https://arabic.sputniknews.com/20211...053830718.html
هدرت قاعة كاتدرائية النبي مار إلياس خلال حفل تنصيب المطران "أفرام معلولي" متروبوليا على أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس بكلمة "مُستحق" كدلالة على مباركة أبناء الأبرشية الذين تقاطروا من شتى المدن السورية، ليشهدوا كتابة أسطر في صفحة جديدة من تاريخ أبرشيتهم.
الحدث الذي حضره غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، احتفت به المدينة السورية التاريخية بفرح مشوب بالحزن، وجاء مع وصول المطران معلولي خلفا للمطران "بولص يازجي" الذي تم اختطافه منذ شهر (نيسان/ أبريل) من العام 2013، مع رفيقه المطران يوحنا إبراهيم.
حفل التنصيب اكتسب أهميته مع انطلاق الأبرشية الأرثوذكسية إلى مرحلة جديدة، بعد ما ذاقت لوعة تغييب مطرانها كل سنوات الحرب، راسما مشهدا باستمرار وقوف الكنيسة الدائم إلى جانب رعاياها، كما وقفت إلى جانبهم خلال فترة الحرب والحصار طالت مدينة الشهباء.
ويرى السوريون في تعيين المطران المعلولي بعدا مسيحيا كبيرا، وإقليميا، ولكل الرعايا الحلبيين المنتشرين في أنحاء العالم، والذين كانوا على أمل عودة المطران بولص إلى أبرشيته ورعيته التي رعاها ورسم مطرانا لهم، في الوقت ذاته يخامر الكثيرون من أبناء الأبرشية الشجن الكبير بأن ينهى عصر المطران بولص دون أن يُكشف مصيره، حيث ناب طيلة فترة غيابه الأرشمندريت "موسى الخصي".
عضو مجلس الشعب السوري "بطرس مرجانة" تناول في مستهل حديثه لـ "سبوتنيك"، أهمية التنصيب الذي حضره غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بمراسم التسليم. مشيرا إلى أنه جاء في توقيت تشهد المدينة نهوضا جديدا.
وأردف مرجانة قائلا، "يتطلب الزمن تعيين مطران رسمي لمدينة حلب حتى عودة المطران بولص المغيب قسرا، والذي خطف من قبل العصابات الإرهابية، والتي هي أساس خلل السلم، نتمنى أن المطران الجديد موفق في خدمة رعيته، لقد قال المطران الجديد في حفل التنصيب بأن طريق الشفاء طويلة، وليس عصا سحرية، أقدر أن أقول إننا على طريق الشفاء".
في غضون ذلك، تميز التنصيب باهتمام واسع وحضور رسمي وشعبي كبيرين تخطى الرعايا السوريين إلى المستوى الإقليمي، من شخصيات سياسية وحكومية وأمنية، ومن اللافت قدوم وزير الدفاع اللبناني السابق في الحكومة اللبنانية "يعقوب الصراف".
ويعتقد المحامي سيمون سعادة، في حديث لـ "سبوتنيك"، أن اليوم تشهد حلب عرس حقيقي ينطلق الفرح من حلب إلى جميع سوريا وإلى جميع أبرشيات الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي، الذين جاؤوا ليشاركوا هذه الفرحة مؤكداً أن امتدادها الأبرشية واسع وله ثقله ووزنه تشمل السوريين في سائر اسكندرون وأنطاكية.
ويعدد المحامي السعادة صفات المطران الجديد بأنه شخصية تتحمل المسؤوليات، وأبرشية حلب تستحق الفرح. مضيفا "لقد نجح في مسؤوليات كبيرة وبكثير من المهام حين كان وكيل صاحب الغبطة، وهذا دليل نجاحه في عمله، عدا عن امتلاكه الحكمة والذكاء في إدارة شؤون الأبرشية".
وتناغمت فرحة أبناء الأبرشية مع وفود أتت من أغلب المدن السورية حملت بأيديها لافتات صغيرة كتب عليها "مستحق"، مع زغاريد نساء توزعت في أرجاء المكان خلال حفل التنصيب، يقول الدكتور خالد يازجي مدير مشفى الحصن البطريركي، "مشاركتنا لرعية حلب هذه الفرحة وهي مناسبة للتاريخ، وتعبر عن عودة الحياة إلى مطرانية حلب وتعبر الحياة إلى سوريا، وهذه المناسبة الكنسية تجسد التعافي ما بعد الحرب، ونصلي لربنا التعافي على كل الصعد".
وألقى كلا من غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي والدكتور محمود عكام مفتي حلب والمطرانين معلولي، ويوحنا جنبرت والمحامي نسيم عفيصة كلمات أشادت بهذه المناسبة، في حين قال المطران معلولي في مستهل كلمته "أرادني الله في حلب حاملاً معي محبة كل من خدمت معهم وخدمتهم سواء في أوروبا وخاصة في ألمانيا وفي دمشق، من أساقفة وكهنة وشمامسة وأبناء أحباء، وتقاسمت معهم الرعاية الأفضل والخدمة الأمثل".
ولا يعرف بعد مصير المطرانين الأرثوذكسيين يازجي ورفيقه يوحنا بعد كل هذه السنوات، إلا أن المعلومات تشير إلى اختطافهما بعد سفرهما من الحدود التركية إلى مدينتهم حلب، بعد قيامهم بعمليات إنسانية في قرية كفر داعل بريف حلب.
ووفق بيان لمسؤول في المطرانية عن تلقيهم معلومات تؤكد توقيف السيارة التي أقلتهم واختطفا وقتل على إثرها السائق، فيما تشي المعلومات الأخيرة وغير المؤكدة عن وجودهما في الباغوز آخر معاقل تنظيم الدولة "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) شرق مدينة دير الزور ولكن لم يتم العثور عليهما، الأمر الذي يجعل مصيرهم مازال لغزا إلى اليوم.